سورة الزمر
  وسيحاسب كل واحد على قدر عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
  {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٧} فلا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وهو عالم بما استكن في الصدور، ومجازيهم على كل ذلك.
  {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا(١) إِلَيْهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن طبيعة الإنسان(٢) بأنه إذا اشتدت عليه الأمور ونزلت به البلاوي والمصائب فإنه يذكر الله سبحانه وتعالى، ويلجأ إليه عند ذلك، وينسى آلهته وأصنامه التي يعبدها من دون الله، ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى وحده لكشف الضر عنه.
  {ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ(٣) مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا} فإذا كشف الله سبحانه وتعالى ضره وبلواه، وأسبغ عليه نعمه فإنه ينسى الله تعالى، ويرجع إلى ما كان عليه من قبل من عبادة تلك الآلهة. ومعنى «خوله نعمة»: أعطاه نعمة.
  {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى السبب في رجوعه إلى عبادة الأصنام وذلك أنه من أجل أن يضل الناس عن دين الله وعن الإيمان به.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «منيباً»؟
الجواب: «منيباً» حال من فاعل «دعا».
(٢) سؤال: هل المراد غالبية بني الإنسان أو المشرك المعهود في الخطاب؟
الجواب: المراد المشرك والكافر المعهود في الخطاب.
(٣) سؤال: يقال: إذا كان المراد بـ «ما كان يدعو» الله سبحانه كما هو الظاهر فلِمَ استخدم له «ما» التي تستخدم لغير العاقل؟ وما السر في استخدام حرف الجر «إلى» لتعدية الفعل «يدعو» وهو يتعدى بنفسه؟
الجواب: المعنى: نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى إزالته، وعلى هذا فـ «ما» مستعملة للضر وهو غير عاقل، و «إلى» في بابها. ويجوز أن تكون «ما» لله تعالى لأنها موضوعة لما يعقل ولما لا يعقل، أي: نسي ربه الذي كان يدعوه إلى إزالة الضر.