محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 662 - الجزء 3

  {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ⁣(⁣١) مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٨} والأجدر بهم أيضاً أن يرجعوا إلى الله تعالى قبل أن يعاينوا العذاب ويقعوا فيه، فيتمنوا عندها الرجوع إلى الدنيا ليتداركوا ما فاتهم من الأعمال الصالحة، ولكن حين لا ينفعهم ذلك التمني والندم.

  {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٥٩}⁣(⁣٢) عند ذلك سيجيب الله سبحانه وتعالى عليهم بأنه قد جاءهم بالهدى إلى بيوتهم وقرارة قلوبهم بإرسال الرسل، وإنزال القرآن، وتصريف الآيات، وأنه قد كرر لهم الآيات التي تدعوهم إلى الهدى، وتحذرهم وتنذرهم لقاء الله سبحانه وتعالى وعذابه وسخطه، ولكنهم تكبروا على الله تعالى، وجعلوا أوامره تحت أقدامهم واستهزئوا بأنبيائه ورسله À.

  {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ⁣(⁣٣) تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا⁣(⁣٤) عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي


(١) سؤال: فضلاً علام عطف «تقول»؟ ولِمَ نصب الفعل «أكون»؟

الجواب: «أو تقول» معطوف على «أن تقول». «فأكون» أكون: منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على «كرة» الذي هو اسم خالص من التقدير بالفعل، ويجوز أن يكون الفعل منصوباً بأن مضمرة في جواب التمني.

(٢) سؤال: يقال: ظاهر هذا أنه جواب على قولهم: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٥٧} فلِمَ أخر بعد قوله: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ ...

الجواب: أخر ذلك من أجل أن لا يفصل بين القرينتين {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} أي: أنه لا يخلو من قول: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} أو قول {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} ويجوز أن يجمع بينهما فهي مانعة الخلو.

(٣) سؤال: ما الذي عمل في الظرف النصب «يوم القيامة»؟ وما إعراب: «وجوههم مسودة»؟

الجواب: العامل في «يوم» النصب هو «ترى» الذي بعده. «وجوههم مسودة» مبتدأ وخبر في محل نصب حال؛ لأن «ترى» بصرية.

(٤) سؤال: روي عن الإمام الأعظم زيد بن علي أن الذين كذبوا على الله هم المشبهة أو المجبرة فمن أين أخذ ذلك؟

الجواب: «الذين كذبوا على الله» هم المشركون حيث ادعوا أن الله تعالى أمرهم بالشرك وأنه تعالى =