سورة الزمر
  جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ٦٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه جعل لأولئك المكذبين والمتكبرين عليه علامة يعرفون بها يوم القيامة، وهي أن وجوههم ستكون حينئذ مسودة وكالحة عليها غبرة ترهقها قترة.
  {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ(١) لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ(٢) وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦١} وأخبر الله سبحانه وتعالى أنه سينجي الذين اتقوه في الدنيا، واتقوا عذابه وسخطه بفعل ما أمرهم به واجتناب ما نهاهم عنه، والسبب في نجاتهم هو أخذهم بأسباب الفوز في الدنيا فهم يوم القيامة في أمن وسلامة لا يلحقهم أي سوء أو مكروه.
  {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ٦٢} ينبه الله تعالى عباده هنا بأنه هو الذي يستحق العبادة والإجلال والتعظيم؛ لأنه الذي خلق كل شيء والقيوم على كل شيء ولا يغيب عن علمه شيء.
= هو الذي حرم السائبة والوصيلة والحام و ... إلخ، والآية عامة تتناول المشركين وغيرهم ممن فعل كفعلهم، فدعوى المجبرة حين قالوا: إن الله تعالى هو الذي خلق الكفر في الكافر وخلق فواحش العباد ومعاصيهم وأنه شاءها وأرادها، وقالوا إن هذا دين الله الذي أنزله لعباده. ودعوى المشبهة أن الله تعالى جسم ذو أعضاء وجوارح وأعين وأيدي وأرجل ينزل ويطلع ويمشي ويهرول و ... إلخ، ويقولون إن ذلك دين الله الذي أنزله على رسوله ÷، كل ذلك داخل تحت عموم قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ ...} وهكذا كل من يتقول على الله أنه قال أو فعل ما لم يقل أو لم يفعل في أمور الدين والشريعة فإنه داخل في عموم هذه الآية.
(١) سؤال: ما معنى الباء في قوله: «بمفازتهم»؟ وما هي المفازة؟ وما أصل اشتقاقها؟
الجواب: الباء سببية ففوزهم هو سبب نجاتهم ومفازتهم مصدر ميمي أي: بفوزهم وفعله فاز يفوز فوزاً.
(٢) سؤال: ما العلة في فصل: «لا يمسهم السوء ..» عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لأنها جملة مؤكدة للجملة التي قبلها فمعناهما واحد.