سورة الزمر
  {لَهُ مَقَالِيدُ(١) السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} ومفاتيح السماوات والأرض بيده، فهو وحده المتصرف فيهن والمتحكم في شؤونهن، وهو الذي يعطي ويمنع، ويخلق ويرزق، ويضع ويرفع، ويحيي ويميت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير.
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٦٣} خسروا كل(٢) شيء، وذلك بمعاداتهم لله سبحانه وتعالى وتكبرهم عليه ومحاربتهم له.
  {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ٦٤}(٣) كيف ساغ لكم أيها المشركون أن تدعوني إلى عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع وترك عبادة رب السماوات والأرض الذي بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير.
(١) سؤال: ممَّ أخذت هذه الكلمة حتى صار معناها مفاتيح؟
الجواب: قيل إن أصل هذه الكلمة فارسية عربتها العرب، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقيل فيه غير ذلك.
(٢) سؤال: من أين نفهم هذا من الآية؟
الجواب: فهم ذلك من قوله: «الخاسرون» فلم يقيده بمفعول وعدم تقييده يدل مع القرينة على العموم.
(٣) سؤال: يا حبذا لو فصلتم إعراب هذه الآية؟
الجواب: في ذلك عدة أوجه من الإعراب والمستحسن منها قول من قال: «أفغير الله» الاستفهام إنكاري والفاء عاطفة على محذوف وغير الله مفعول به مقدم لأعبد، وجملة «تأمروني» معترضة بين العامل والمعمول، و «أعبد» معمول لـ «تأمروني» على أنه مؤول بمصدر أي: تأمروني أن أعبد، حذفت أن المصدرية كما حذفت في قول الشاعر:
ألا أيها الزاجري احضر الوغى ... ........... البيت.
والتقدير: أن احضر الوغى.
ومن أوجه إعرابها أن «غير الله» معمول لتأمروني بحذف الفاء من «غير الله»، و «أعبد» بدل من تأمروني أي: بدل جملة من جملة.