محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 665 - الجزء 3

  {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٦٥}⁣(⁣١) أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه أنزل عليه في القرآن أن لا يشرك بالله أحداً، وأخبره أن ذلك هو مثل ما قد أوحى إلى الذين من قبله من الأنبياء، وأخبره أيضاً أن من أشرك بالله سبحانه وتعالى فقد خسر الدنيا والآخرة، وقد استوجب عذاب الله تعالى وسخطه.

  {بَلِ اللَّهَ⁣(⁣٢) فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ٦٦} وأمره أن يخص الله تعالى بعبادته وحده، وأن لا يستجيب لأولئك الذين يدعونه إلى عبادة غير الله تعالى، وأمره أيضاً أن يداوم على الشكر لله تعالى على ما أنعم عليه، وأن يعترف له بأنه المتفضل عليه بجلائل النعم ودقائقها.

  {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ⁣(⁣٣) يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن المشركين بأنهم لم يعطوا الله تعالى


(١) سؤال: هل نستدل من هذه الآية على أن الخطاب هنا للنبي ÷ بقرينة: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ}؟ ونأخذ من ذلك أن التهديد بمثل هذا والنواهي والأوامر لا تتنافى مع عصمة النبي ÷ أم لا ترونه مناسباً ولماذا؟

الجواب: الخطاب للنبي ÷ كما ذكرتم ولا تنافي بين تلك الأوامر والنواهي الموجهة إليه ÷ وبين عصمته، وفائدة توجيه ذلك إليه ÷ مع عصمته تعود إلى أمته فإنها يزداد بسبب ذلك احتياطهم من المعاصي وحذرهم من الوقوع فيها ويكونون بسبب ذلك أشد تحرزاً مما لو وجه الخطاب إليهم.

(٢) سؤال: علام انتصب لفظ الجلالة؟ وما معنى الفاء في قوله «فاعبد» وما عملها؟

الجواب: انتصب لفظ الجلالة على أنه معمول للفعل الذي بعده «فاعبد»، والفاء هي الفصيحة، والتقدير: بل إن كنت عاقلاً فاعبد الله وعمل الفاء هذه هو ربط الجواب بالشرط.

(٣) سؤال: ما إعراب: «حق قدره»؟ وما محل جملة: «الأرض جميعاً قبضته»؟

الجواب: «حق قدره» مفعول مطلق. «والأرض جميعاً قبضته» في محل نصب حال.