محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 666 - الجزء 3

  ما يستحقه من التعظيم والإجلال بسبب شركهم بالله، فهو وحده الذي يستحق التعظيم والإجلال والعبادة؛ لأن كل شيء في قبضة قدرته وتحت سيطرته وسلطانه يوم القيامة لا يتكلم أحد إلا بإذنه لا الملائكة ولا عيسى ولا غيرهم ممن تدعون إلهيتهم. ومعنى «مطويات بيمينه»: أي: تحت قدرته النافذة.

  {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ٦٧} تعالى الله وتقدس عما يدعيه المشركون من الأرباب والشركاء في الإلهية فليس له ولد ولا شريك ولا معين ولا نصير.

  {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ⁣(⁣١) نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ٦٨} عندما ينتهي أمر الدنيا وينتهي أجلها فإن الله سبحانه وتعالى سوف ينفخ في صور جميع ما خلق في السماوات والأرض فيميتهم جميعاً⁣(⁣٢)، فإذا حان موعد القيامة والبعث فسينفخ في صورهم مرة أخرى فيبعثهم أحياء من جديد⁣(⁣٣).


(١) سؤال: ما السر في استخدام لفظة «ثم» بين النفخة الأولى والثانية؟

الجواب: قد تكون «ثم» على أصل معناها الذي هو الترتيب مع المهلة ولا مانع من حملها على هذا المعنى الذي هو حقيقة معناها، ويجوز أن تكون «ثم» لتعظيم النفخة الثانية على الأولى أي: أن المهلة التي تفيدها «ثم» هي المهلة والتفاوت فيما بين النفخة الأولى والثانية، أي: أن الثانية أعظم وأدهى من الأولى.

(٢) سؤال: من فضلكم من المستثنون بقوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}؟ وهل هؤلاء لا يموتون؟ أم كيف؟

الجواب: قد يكون المستثنون هم الأموات لأن النفخة الأولى تكون لأجل إماتة أهل السموات والأرض، وأكثر أهل الأرض يومئذ أموات، أما ما يروى من أن بعض الملائكة (عزرائيل) هم المستثنون فلا تفيد إن صحت إلا الظن لا القطع.

(٣) سؤال: إذا قيل: النفخ في صور بني آدم للإحياء مرة ثانية مناسب للقياس والعقل لا في النفخة الأولى وهم أحياء فهو بعكس ذلك، فهل يصح أن يجعل في الأولى بوقاً أو آلة أو نحو ذلك؟

الجواب: الذي تفيده الآية هو حدوث أمر عظيم يموت له أهل السموات والأرض أما نوعه فلا =