سورة الزمر
  {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} إذا بعث الله تعالى الأموات وحشرهم على أرض المحشر فهناك يظهر(١) وعد الله الذي كذب به الكافرون وينكشف لهم ما كانوا به يكذبون ويتحقق صدق ما جاءت به رسل الله À من البعث والجزاء والحساب العادل.
  {وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ} فعندها ستعرض صحائف أعمال العباد، ويُحْضِر الله تعالى الأنبياء والقائمين مقامهم في التبليغ والدعوة والإرشاد على رؤوس الناس؛ ليشهدوا عليهم أنهم قد بلغوهم آيات الله سبحانه وتعالى وأحكامه وشرائعه إن هم أنكروا وصول الدعوة إليهم؛ فإذا قامت الأنبياء والشهود، ووضعت صحائف الأعمال فعندها سيبدأ الله تعالى في حسابهم، والحكم بينهم فمن أنكر كان هؤلاء شهوداً عليه، حتى لا يبقى لهم أي سبيل إلى الإنكار أبداً(٢).
  {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ(٣) بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ٦٩} فعندها سيحكم الله سبحانه
= يمكن تحديده من الآية وقد يكون من نوع البرق وصوته أي: أنه صوت مكهرب لقوله: فصعق، فإن هذا الفعل يشتق لمن أصيب بالصاعقة، ولا يحتاج الخالق جل وعلا أن يصنع آلة لهذا الغرض، وإنما ذلك المخلوق، أما هو تعالى فهو قادر على أن يخلق صوتاً مكهرباً بغير آلة.
(١) سؤال: على هذا ما تكون الباء في قوله: «بنور ربها»؟ وما يكون المقصود بنور الرب تبارك وتعالى؟
الجواب: الباء للاستعانة كالتي في «كتبت بالقلم» أو يكون للسببية أي: بسبب نور ربها، ونور ربها هو العدل والحكم بالحق.
(٢) سؤال: هل يكون من جملة شهادة الشهود تعيين من استجاب من المشهود عليهم ومن لم يستجب أم لا؟
الجواب: تكون الشهادة على من أنكر قيام حجة الله عليه أما المؤمنون فلا موجب لإقامة الشهادة عليهم.
(٣) سؤال: إلام يعود هذا الضمير بالنسبة لتركيب الآية؟
الجواب: يعود إلى أهل الحق والباطل يمثل جانب الحق النبيون والشهداء والدليل على ذلك قوله: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ}.