سورة الزمر
  يقتربون منها تفتح لهم أبوابها وتستقبلهم خزنة جهنم باللوم والعتاب والتوبيخ على جنايتهم على أنفسهم وإيقاعها في العذاب بتكذيبهم بما أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم من الرسل وأنزل عليهم من الكتب التي تحذرهم وتنذرهم بأن يتقوا هذا العذاب الذي هم مقبلون عليه.
  {قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ(١) حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ٧١} فيجيبونهم بالإقرار والاعتراف بأنهم قد استحقوا عذاب الله تعالى بسبب كفرهم وتكذيبهم.
  {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ٧٢} فعندها يجرونهم إلى داخل جهنم التي ستكون مستقرهم ومأواهم الأخير خالدين في العذاب الدائم الذي لا ينقطع ويوبخونهم ويحسرونهم.
  {وَسِيقَ(٢) الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} وفي الجانب الآخر ملائكة الرحمة ستزف الذين آمنوا بالله ورسله وعملوا بأحكامه وآياته وشرائعه.
  {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ٧٣}(٣) فتزفهم الملائكة إلى الجنة التي قد فُتّحت أبوابها لهم
= نصب على الحال أو في محل رفع نعت لرسل، و «أنذر» يتعدى بنفسه إلى المفعول الثاني، وشواهده كثيرة منها: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا}[النبأ: ٤٠]، {أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا}[القمر: ٣٦]، {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ١٤}[الليل].
(١) سؤال: هل يصح أن يحمل هذا على أنه من جواب الله عليهم لا من جوابهم؟
الجواب: الظاهر أنه من كلام أهل النار.
(٢) سؤال: هل هناك سر في تسميته سوقاً كسوق الفريق الآخر أم لا؟
الجواب: شتان بين السوقين فالأول سوق خزي والثاني سوق كرامة تساق نجائبهم وهم ركوب عليها.
(٣) سؤال: أين جواب «إذا» الشرطية في هذه الآية؟ وما السر في فصل جملة «طبتم» عن سابقتها؟
الجواب: جواب الشرط محذوف؛ لأنه لا يكتنه كنهه ولا يفي لفظ ببيانه. «طبتم» مستأنفة كالتوكيد لما قبلها أو كالبيان إذ المعنى متقارب.