محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 8 - الجزء 4

  {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٩} ودعوا الله سبحانه وتعالى أيضاً بأن يدفع عنهم سيئات يوم القيامة، فلا يلحقهم أي سوء أو مكروه يوم القيامة من الخوف والحزن، ومن وقاه الله مخاوف يوم القيامة وأهوالها وأحزانها فهو من أهل رحمة الله.

  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ⁣(⁣١) اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} يلوم أهل النار أنفسهم يوم القيامة ويمقتونها على ما فرطوا في الدنيا وعملوا من المعاصي، فتنادي عليهم الملائكة مخبرة لهم بأن مقت الله سبحانه وتعالى أعظم وغضبه عليهم أشد من مقتهم لأنفسهم وغضبهم عليها. والمقت: هو البغض والغضب الشديد.

  {إِذْ⁣(⁣٢) تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ١٠} يذكرون لهم سبب مقت الله سبحانه وتعالى لهم وغضبه عليهم، وذلك في الدنيا عندما كان يرسل إليهم رسله وينزل عليهم آياته فيعرضون عنها ويستكبرون عن قبولها.

  {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ١١}⁣(⁣٣) ثم إنهم حينئذ يقدمون اعتذاراتهم إلى الله سبحانه وتعالى ويتوسلون


(١) سؤال: ما الوجه في إضافة المقت إلى الله؟

الجواب: الوجه هو كونه منه فغضبه تعالى ومقته هو حكمه عليهم بالعذاب في جهنم فالحكم والعذاب هو من الله.

(٢) سؤال: ما إعراب «إذ» هنا؟ إن كانت ظرفية فما هو العامل فيها؟

الجواب: «إذ» ظرف لـ «مقت الله»، وجاز مع توسط الخبر لأنه يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها.

(٣) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ١١

الجواب: هل: حرف استفهام ومعناه النفي، والجار والمجرور خبر مقدم. «من سبيل» مبتدأ مؤخر مجرور لفظاً مرفوع محلاً.