سورة غافر
  عليهم من الأمطار التي يخرج لهم بها الزروع والثمار والمراعي، وكل ذلك رحمة بهم، وتفضل عليهم، فلا رزق لهم على الإطلاق إلا ما ينزله من السماء لهم، فجميع أسباب المعيشة أصلها ذلك المطر الذي ينزله الله سبحانه وتعالى على عباده، فلو أنه منع عنهم المطر ليبست الأرض، ولماتت الحيوانات، ولما استطاع أحد العيش على ظهر الأرض؛ فلماذا لا يشكرون الله سبحانه وتعالى حق شكره بطاعته والامتثال لأوامره؟
  {وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ١٣} ثم أخبر الله تعالى أنه لا يتفكر في آياته تلك ويعتبر بها إلا أهل الإنابة إليه والرجوع.
  {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ١٤}(١) ثم أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن يعبدوه وحده لا يشركون معه غيره في عبادتهم وأن يؤدوا حق شكره بإقامة ما افترض عليهم من الإخلاص في العبادة والطاعة له، وأن لا يبالوا بمن حولهم من المستهزئين والمكذبين.
  {رَفِيعُ(٢) الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} ثم وصف الله تعالى نفسه بأنه المتعالي عما ينسبه إليه المبطلون من الشريك واتخاذ الولد والصاحبة، والأمر بالفحشاء، ونحو ذلك من الافتراءات عليه. وذو العرش: هو صاحب الملك الواسع العظيم.
  {يُلْقِي(٣) الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} ثم وصف الله تعالى نفسه
(١) سؤال: فضلاً ما يكون معنى «لو» هنا؟ وما عملها؟ وكذا ما محل الجملة برمتها: {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ١٤}؟
الجواب: معنى «لو» هنا الشرط أي أنها بمعنى «إن» الشرطية ولا عمل لها في اللفظ وعملها معنوي وهو تعليق جملة على جملة. وجملة «ولو كره الكافرون» في محل نصب حال.
(٢) سؤال: ما وجه رفع قوله: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}؟
الجواب: الوجه هو التعظيم والثناء، والتقدير: هو رفيع، أي: أنه خبر لمبتدأ محذوف.
(٣) سؤال: ما محل جملة «يلقي الروح»؟ وبماذا تعلق الجار والمجرور «من أمره»؟
الجواب: محلها الرفع خبر ثالث لهو المحذوف. «من أمره» متعلق بمحذوف حال من الروح.