محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 11 - الجزء 4

  بأنه يختار من يشاء من عباده لرسالته ووحيه، وقد اختار لذلك محمداً ÷.

  وقد وصف الله سبحانه وتعالى القرآن بالروح⁣(⁣١) على سبيل الاستعارة فشبهه بالروح لما فيه من إحياء القلوب بنور الهدى والإيمان.

  {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ١٥} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى السبب في إنزال القرآن على النبي ÷، وذلك لينذر الناس ويحذرهم من العذاب الذي سيلاقونه يوم القيامة إن لم يؤمنوا به، ويسمى يوم التلاقي لاجتماع الناس وتلاقيهم جميعاً فيه.

  {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ(⁣٢)} ثم وصف يوم التلاق بأنه يوم يبرز فيه الناس جميعاً ظاهرين في أرض المحشر على صعيد واحد وأرض مستوية لا يغيب أحد منهم عن نظر الناظر فلا جبل يحجبهم أو مكان منخفض يستترون فيه.

  {لِمَنِ الْمُلْكُ⁣(⁣٣) الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ١٦} والله تعالى هو المسيطر في ذلك اليوم بقوته لا يتكلم أحد إلا بإذنه.


(١) سؤال: هل يصح أن يحمل الروح على الوحي الذي يأتي بالقرآن ليطابق قوله: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣}⁣[الشعراء]؟ أم أنه يحمل على المعنيين لقوله سبحانه: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ}⁣[النحل]؟

الجواب: الظاهر أن المراد بالروح القرآن في هذه الآية وفي قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ}⁣[الشورى: ٥٢]، وأيضاً يسمى جبريل روحاً كما ذكرتم: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣}.

(٢) سؤال: من فضلكم ما إعراب «يوم» هنا؟ وما محل جملة: {لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ

الجواب: «يوم هم بارزون» يوم: بدل من «يوم» في قوله: «يوم التلاق»، وجملة «لا يخفى على الله منهم شيء» في محل نصب حال من ضمير «بارزون».

(٣) سؤال: فضلاً هل هذه الجملة ابتدائية أم ماذا؟

الجواب: الجملة مقولٌ لقولٍ مقدر أي: يقول الله.