محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 12 - الجزء 4

  {الْيَوْمَ⁣(⁣١) تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} وكل نفس في ذلك اليوم ستنال جزاء ما اكتسبت في الدنيا من الأعمال، وسيحكم الله سبحانه وتعالى بين جميع عباده بالحكم الحق، ولن يظلم أحداً من عباده بزيادة على ما يستحق أو ينقصه شيئاً مما يستحق.

  {إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ١٧} قد يكون المعنى أن الله تعالى سيحاسبهم جميعاً في وقت واحد ولحظة واحدة، وقد سئل أمير المؤمنين علي # كيف يستطيع الله سبحانه وتعالى أن يحاسب جميع عباده في وقت واحد؟ فأجاب: (بأنه كما قدر أن يرزقهم في وقت واحد كذلك يستطيع أن يحاسبهم في وقت واحد)، وقد يكون التفسير أن الله تعالى يرى يوم القيامة بما فيه قريباً، وحينئذ فحساب الخلائق في يوم القيامة سريع وقريب {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ٤٦}⁣(⁣٢) [النازعات].

  {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يحذر قريشاً يوم القيامة. والآزفة: هي القيامة التي اقترب حلولها وأزف وقوعها.

  {إِذِ⁣(⁣٣) الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} ثم وصف الله تعالى شدة يوم القيامة على العصاة، فأخبر أن قلوبهم سوف تصعد إلى حناجرهم من شدة الهول والفزع، فتنسد حلوقهم فلا يستطيعون الكلام.

  {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}⁣(⁣٤) ولن ينفعهم في ذلك اليوم


(١) سؤال: ما الوجه في نصب «اليوم»؟

الجواب: نصب لأنه ظرف لتجزى الذي بعده.

(٢) سؤال: ما الذي يتوافق مع أول الآية من هذين التفسيرين؟

الجواب: التفسير الأخير هو المتوافق مع أول الآية.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «إذ» هنا؟

الجواب: هي بدل من «يوم الآزفة».

(٤) سؤال: ما إعراب «حميم»؟ وما محل جملة «يطاع»؟

الجواب: «حميم» مبتدأ مجرور لفظاً مرفوع محلاً. «يطاع» في محل رفع صفة.