سورة غافر
  صديق أو يشفع لهم أحد عند الله تعالى، أو يستطيع أن يدفع عنهم شيئاً من عذاب الله سبحانه وتعالى.
  {يَعْلَمُ(١) خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ١٩ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} ثم أخبر الله تعالى المشركين أنه عالم بجميع أعمالهم لا يخفى عليه خافية، وعالم بما في صدورهم، وما انطوت عليه ضمائرهم، وسيحكم بينهم يوم القيامة بالحكم الحق، وسيحاسبهم على جميع أعمالهم صغيرها وكبيرها ولن يضيع عنده شيء.
  ومعنى «خائنة الأعين»: هي مسارقة نظر الأعين إلى ما قد نهى الله عنه.
  {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ٢٠} وأما تلك الأصنام التي يعبدونها من دون الله تعالى فليس بيدها شيء من الحكم والقضاء بين العباد، ولن تستطيع أن تقدم شيئاً أو تؤخره، فالأجدر بكم أيها المشركون أن تخصوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة وحده؛ لأنه وحده الذي بيده أمركم وحسابكم وجزاؤكم، وهو العالم بجميع أعمالكم.
  والسميع: هو العالم بجميع المسموعات، والبصير: هو العالم بجميع المبصَرَات أما الأصنام فلا تسمع ولا تبصر ولا تعقل.
  {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ٢١}(٢) بلى(٣) فقد سار المشركون في الأرض، وقد رأوا وأبصروا آثار
(١) سؤال: ما محل هذه الجملة؟
الجواب: لا محل لها لأنها علة لما قبلها أي في جواب سؤال مقدر.
(٢) سؤال: هل لجملة {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ} محل من الإعراب أم لا؟ وما إعراب «قوة» و «واق»؟
الجواب: لا محل للجملة من الإعراب؛ لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً أي في جواب سؤال مقدر. «قوة» تمييز نسبة، «واق» مبتدأ مؤخر مجرور لفظاً مرفوع محلاً، وخبره «لهم».
(٣) سؤال: هل يجاب الاستفهام التقريري بـ «بلى» أم كيف؟ وهل يصح أن يجاب هنا بنعم؟
الجواب: يجاب مثل هذا الاستفهام ببلى ولا يجاب بنعم، ويسمى استنكاري أو تقريري أي: تقرير ما بعد النفي.