سورة غافر
  {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ ٨١}(١) ويبصركم آياته التي بثها لكم في الكون، التي لن تستطيعوا أن تنكروا أي آية منها، ولن تجدوا بداً من أن تقروا وتعترفوا بأنه الذي أوجدها، وأبدعها بقدرته وعلمه وحكمته، وفصلها لكم في القرآن.
  {أَفَلَمْ(٢) يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ثم استنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين لماذا لم يعتبروا بما رأوا من الآيات والعبر، وما حل بتلك الأمم من قبلهم التي يرون آثارها في طريق أسفارهم، ويعرفون أن ما حل بهم إنما كان جزاءً على تكذيبهم وتمردهم على أنبيائهم بما كانوا يسمعونه من الأخبار عنهم.
  {كَانُوا(٣) أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٨٢} فقد أهلكهم الله تعالى على الرغم من القوة التي كانوا عليها، وكثرة العدد والعدة، وما كانوا عليه من القوة في البناء والعمران ونحت البيوت في الجبال، فلم تنفعهم قوتهم تلك وأموالهم أو تدفع عنهم شيئاً مما أنزله الله تعالى عليهم من العذاب والسخط.
(١) سؤال: علام عطف الفعل «يريكم»؟ وما إعراب: {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ ٨١}؟
الجواب: «يريكم» معطوفة على «تحملون» لا محل لها من الإعراب أو على «جعل لكم» وما بينهما اعتراض. «أي» اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم مضاف لما بعده.
(٢) سؤال: هل الاستفهام في هذه الآية تقريري أم استنكاري أم يصلح الوجهان باعتبارين وضحوا ذلك؟
الجواب: يقال فيه استفهام تقريري أي: لتقرير ما بعد النفي، ويقال: استنكاري لما دخل عليه الاستفهام.
(٣) سؤال: هل هذه الجملة في مقام الجواب على الاستفهام الذي سبقها فلا محل لها؟ أم ماذا؟
الجواب: الجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً في جواب سؤال مقدر.