محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 43 - الجزء 4

  {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٨٣} فعندما أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم رسله يدعونهم ويحذرونهم وينذرونهم - اغتروا بما عندهم من الملك والقوة والكثرة⁣(⁣١) فتمردوا على أنبيائهم، وكذبوا بهم، فأحاطت بهم أعمالهم فاستحقوا عذاب الله تعالى، ونزل عليهم سخطه، ولم تغن عنهم قوتهم تلك شيئاً مما نزل بهم؛ فقريش - وهم أضعف منهم وأقل جمعاً - يجدر بهم أن يعتبروا، ولا يغتروا بأنفسهم حتى لا يحل بهم مثل ما حل بمن كان قبلهم.

  {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ⁣(⁣٢) مُشْرِكِينَ ٨٤} فلما رأت تلك الأمم المكذبة نزول عذاب الله بهم وحلوله عليهم أعلنوا إيمانهم بالله وحده وتبرأوا من عبادة غيره.

  {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}⁣(⁣٣) ولكن إيمانهم ذلك لن ينفعهم فقد انقطع الأمل والرجاء، وأغلق باب التوبة؛ لأنهم أصبحوا في حكم المضطرين والملجأين⁣(⁣٤) إليه إذ قد رفع التكليف وحان العقاب.


(١) سؤال: ما الوجه في التعبير بفرحتهم بالعلم عن اغترارهم بما هم فيه من القوة والكثرة؟

الجواب: الوجه هو أن قوله: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} ترجمة للغرور وتفسير له.

(٢) سؤال: هل «ما» في قوله: «بما كنا به» موصولة؟ وما هي الباء في قوله: «به»؟

الجواب: «ما» موصولة والدليل العائد إليها «به»، والباء للتعدية ومعناها الإلصاق.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}؟ وكذا قوله: {سُنَّةَ اللَّهِ

الجواب: «يك» فعل مضارع ناقص واسمها ضمير «إيمانهم» أو إيمانهم، وجملة «ينفعهم» خبر «يك». «لما» ظرف بمعنى حين متعلق بـ «ينفعهم». «سنة الله»: مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة التي قبله.

(٤) سؤال: هل أخذ أئمتنا من هنا أن توبة الملجأ وكذا المصاب بمرض لا يعيش معه لا =