سورة فصلت
  أَنْدَادًا} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأنهم بإصرارهم على كفرهم إنما يكفرون بذلك الإله الذي خلق الأرض في يومين بقدرته، فهو وحده المتفرد بخلق كل ما في السماوات والأرض لم يشاركه في ذلك أحد.
  {ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٩} فهذا الإله الذي تفرد بالخلق والقدرة هو الذي يستحق الإلهية والعبادة، لا تلك الأصنام التي ينحتونها بأيديهم ثم يذهبون إلى عبادتها من دون الله.
  {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} وأنه وحده الذي خلق على ظهرها هذه الجبال الراسية التي يرونها.
  {وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ(١) سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ١٠}(٢) وهو الذي جعل فيها للناس ما ينتفعون به من المعايش والأرزاق، وجعل لهم البركة فيما تخرجه لهم من الزروع والثمار والحيوانات، وقدر لهم ذلك على حسب حاجتهم ومصلحتهم، وكل ذلك أوجده وهيأه في أربعة أيام، وهذه الآية أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يجيب بها الذين أقبلوا سائلين له عن ابتداء خلق السماوات والأرض.
(١) سؤال: يقال: ظاهر هذه الآيات أن خلق الأرض وما فيها وتدبير أقواتها تم في ستة أيام، وأن خلق السماوات السبع تم أيضاً في يومين فيكون الجميع ثمانية أيام وهذا يعارض سبع آيات تقريباً أفادت أن خلقهما جميعاً وما فيهما تم في ستة أيام، فكيف نوافق بين هذه الآيات جميعها أيدكم الله؟
الجواب: أن قوله: «في أربعة أيام» يراد به في تتمة أربعة أيام باليومين السابقين أي: أن خلق الأرض كان في أربعة أيام، والسماوات في يومين، وبهذا يرتفع الإشكال، وتوافق هذه الآية سائر الآيات.
(٢) سؤال: ما إعراب {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ١٠}؟ وبماذا تعلق الجار والمجرور «للسائلين»؟
الجواب: «سواءً» مصدر منصوب بفعل محذوف أي: استوت الأربعة الأيام سواء للسائلين، أو مصدر في موضع الحال من أقواتها. «للسائلين» متعلق باستوت المحذوف أي: استوت للسائلين.