سورة الشورى
  {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} كان تكليم(١) الله تعالى لنبيه محمد ÷ بإرساله جبريل # بالقرآن الذي هو كلامه لتبليغه كلام الله سبحانه وتعالى، وقد سماه الله سبحانه وتعالى روحاً لما فيه من إحياء القلوب بالنور والهدى، ووصفه بقوله: «من أمرنا» لتعظيم الوحي وتفخيم شأنه.
  {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ(٢) وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ(٣) جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} أوحى الله تعالى إليه بالقرآن وكان قبل ذلك غافلاً عن علم الشرائع السماوية، ولم يكن تعلم شيئاً من قبل حتى علمه الله سبحانه وتعالى، وقد جعل الله سبحانه وتعالى القرآن نوراً يهتدي به المؤمنون المتواضعون(٤) للحق، والمستسلمون لله تعالى المنقادون له.
(١) سؤال: هل هذا تحليل لمعنى «كذلك»؟
الجواب: نعم هو تحليل فقد أرسل الله تعالى جبريل إلى النبي ÷ بالوحي وإرساله هو إحدى طرق الوحي المذكورة في الآية السابقة.
(٢) سؤال: ما إعراب الجملة «ما الكتاب»؟
الجواب: يعرب محلها بالنصب على أنه في موضع المفعول به للفعل «تدري» المعلق عن العمل لفظاً بالاستفهام.
(٣) سؤال: ما فائدة الاستدراك هنا؟
الجواب: الفائدة هي استدراك ما قد يتوهم من قوله: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} أن النبي ÷ ما زال على الاتصاف بأنه لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان.
(٤) سؤال: من أين نفهم هذا القيد؟
الجواب: قد بين الله تعالى في آيات أخرى من القرآن ما أجمله هنا: {فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ١٠}[الأحقاف]، والاستكبار هي صفة إبليس وصفة مكذبي الرسل وصفة الكافرين فظهر لذلك أن هداية الله إنما هي للمتواضعين لا للمستكبرين.