سورة الزخرف
  الْعَلِيمُ ٩} يطلع الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ على مدى استكبار قومه وإعراضهم عن الحق والهدى بعد أن عرفوه، فهم مقرون بخالق السماوات والأرض الذي هو الله رب العالمين، ثم بعد إقرارهم واعترافهم يعودون إلى عبادة آلهتهم وأصنامهم.
  {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا(١) وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ١٠} وهو الذي مهد الأرض وهيأها لاستقرار الناس على ظهرها، وسلك لهم فيها السبل والطرق التي يستطيعون من خلالها التنقل لاكتساب معايشهم والسعي وراء أرزاقهم، وذلك بما جعل فيها من الجبال والشعوب والوديان التي يجعلونها علامات لهم لتحديد النواحي والجهات والاهتداء إلى الأماكن المقصودة لهم؛ فلو كانت الأرض كلها صحراء لما اهتدوا إلى طرق أسفارهم، ولتاهوا في الأرض وضاعوا فيها.
  {وَالَّذِي(٢) نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ} وهو الذي أنزل لكم الأمطار من السماء على قدر حاجتكم، فلو أنه زاد أو نقص لاختل توازن الحياة ولتلفت الكائنات.
  {فَأَنْشَرْنَا(٣) بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ١١}(٤) فيحيي الله تعالى بذلك المطر
(١) سؤال: ما نوع اسمية «مهداً»؟
الجواب: «مهداً» مصدر سمي به المكان الذي يمهد للصبي، أي: جعل لكم الأرض كالمهد.
(٢) سؤال: هل هذا الوصف لا زال من مقولة المشركين كالذي قبله؟ أم أنه ابتداء كلام لله سبحانه؟
الجواب: ليس من مقولة المشركين، بل من كلام الله تعالى، وكذا قوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا ...} الآية، ليس من مقول المشركين.
(٣) سؤال: ما السر في تغيير الضمير هنا من الغيبة إلى المتكلم؟
الجواب: السر هو تنبيه السامع واستفتاح أذنيه إلى الإصغاء إلى ذكر ما تضمنه الخطاب من الآية العظيمة التي هي جديرة بالإصغاء إليها.
(٤) سؤال: فضلاً ما السر في عدم تأنيث «ميتاً» وهو صفة لمؤنث؟ وما إعراب: «كذلك تخرجون»؟
الجواب: تذكير «ميتاً» هو على المعنى فإن «بلدة» بمعنى: بلداً. «كذلك» جار ومجرور صفة لمصدر =