محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزخرف

صفحة 129 - الجزء 4

  وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٨٢}⁣(⁣١) ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأنه إن صح أن للرحمن أولاداً كما يزعمون فإنه سيكون أول من يعبدهم ويؤمن بهم، ولكن الله سبحانه وتعالى قد تعالى وتقدس عن اتخاذ الأولاد فهو وحده رب السماوات والأرض وبيده وحده ملكهما وتدبير شؤونهما.

  {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا⁣(⁣٢) وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ٨٣} فاترك قومك يا محمد في غيهم وضلالهم يرتعون ويلعبون إلى أن يحين ذلك الموعد⁣(⁣٣) الذي جعله الله بعلمه لتعذيبهم وإهلاكهم، وحينئذ سيتبين لهم الحق، ويعترفون بصدق ما جاءتهم به رسل الله À.

  {وَهُوَ الَّذِي⁣(⁣٤) فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ٨٤} فهو الإله المعبود بحق في السماوات والأرض، وهو وحده الذي تحق له العبودية والإلهية.


(١) سؤال: إذا كان العرش في هذه الآية بمعنى ملك الله صار معنى الآية: سبحان رب الملك رب الملك؛ إذ السماوات والأرض مملوكات لله فكيف؟

الجواب: الذي يظهر لي - والله أعلم - أن معنى «رب العرش» أوسع من معنى: رب السموات والأرض، فمعنى رب العرش أنه المسيطر المتصرف المدبر العزيز الغالب يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

وقد يدل على ما ذكرنا نحو قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}⁣[الحديد: ٤]، ثم بين تعالى وفصل معنى استوائه على العرش: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ٥}⁣[الحديد].

(٢) سؤال: فضلاً ما وجه سقوط النون وجزم الفعل «يخوضوا» مفصلاً؟

الجواب: جزم الفعل يخوضوا بسقوط النون في جواب الطلب «ذرهم» أي: إن تذرهم يخوضون يخوضوا ويلعبوا.

(٣) سؤال: هل المراد يوم القيامة أم موعد الهلاك في الدنيا؟

الجواب: هو محتمل لأن الله تعالى قد توعدهم بعذاب في الدنيا وبعذاب في الآخرة.

(٤) سؤال: أين جملة الصلة هنا؟

الجواب: الصلة هي «في السماء إله» فالجملة اسمية حذف مبتدأها أي: الذي هو في السماء إله، والجار والمجرور متعلق بـ «إله»؛ لأنه بمعنى معبود.