سورة الزخرف
  {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ(١) عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٨٥} فقد كثرت نعم الله ومنافعه الكريمة على عباده فهو مالك السماوات والأرض ومفاتيح خزائنهما بيده وحده، وهو وحده المختص بعلم قيام الساعة والقيامة، وسيكون مرجع جميع المكلفين من الإنس والجن والملائكة إليه يوم القيامة للحساب والجزاء.
  {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا(٢) مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٨٦}(٣) وهذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى وتدعون أنها ستشفع لكم عنده لا تملك لكم شيئاً من الشفاعة، فلا تركنوا إليها أو تغتروا بها، فلا أحد يملك شيئاً من الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، إلا المقربون لديه من أنبيائه ورسله وملائكته، فهم الذين سيأذن الله سبحانه وتعالى لهم في الشفاعة، {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}[الأنبياء: ١٨].
  {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ٨٧} إنك إذا سألت المشركين: من خلقهم وأوجدهم؟ فسيقولون: الله هو الذي خلقنا، إذاً فما هو الذي
(١) سؤال: علام عطف هذا الظرف؟ أم أن المعطوف الجملة الاسمية على جملة الصلة؟
الجواب: الجملة هذه معطوفة على جملة الصلة.
(٢) سؤال: هل الاستثناء هنا منفصل؟ وهل يصح أن يحمل «الذين يدعون» على المشركين أي: لا يكون لهم شفاعة إلا المؤمنين الذين شهدوا بالحق ليوافق قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ١٠٩}[طه]، أم ترونه غير مناسب؟
الجواب: الأولى والأحرى أن يحمل «الذين يدعون من دون الله» على الذين يعبدون من دون الله؛ لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم يقولون لآلهتهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وكانوا يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر: ٣]، والاستثناء متصل لإخراج الملائكة وعيسى وعزير $ فقد كانوا يدعون من دون الله ويعبدون من دونه.
(٣) سؤال: ما محل جملة «وهم يعلمون»؟ وما الذي يستفاد من هذه الجملة؟
الجواب: «وهم يعلمون» الجملة في محل نصب حالية من فاعل «شهد»، ويستفاد منها أن الشهادة باللسان لا تكفي، بل لا بد مع شهادة اللسان من علم القلب واطمئنانه بما شهد به اللسان.