محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزخرف

صفحة 131 - الجزء 4

  صرفهم عن عبادته إلى عبادة الأصنام.

  {وَقِيلِهِ⁣(⁣١) يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ ٨٨ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ٨٩}⁣(⁣٢) هذه اللفظة (قيله) معطوفة⁣(⁣٣) على الساعة في قوله: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} والمراد: أن عنده علم هذه المقولة، والمقولة هي: {يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} أي: ان الله تعالى قد علم دعاء النبي ÷ وشكواه من قومه واستنزاله النصر من الله عليهم.

  ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يصفح عن قومه في تكذيبهم له وإلحاقهم به الأذى، وأن لا يؤاخذهم أو يجازيهم، وأن يخبرهم أنه لن يلحقهم منه أي سوء أو مكروه غير السلامة، وأن يترك أمر ذلك إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي سيتولى أمر حسابهم وجزاء تكذيبهم واستهزائهم، وسيعلمون عاقبة أمرهم عندما يحين موعد ذلك بهم.

  * * * * *


(١) سؤال: ما رأيكم أن تجعل الواو قسمية، و «قيله» مجرور بها، ويكون التقدير: أقسم بقيل النبي يا رب، وجواب القسم: {إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} أم ترونه ضعيفاً؟

الجواب: يجوز تفسيرها بما ذكرتم وهو تفسير صحيح، وقد فسرها الزمخشري كما ذكرتم، وما فسرناها به تفسير صحيح أيضاً، وقد فسروها به.

(٢) سؤال: هل تعارض هذه الآية آية السيف وكل ما فيه أمر بمجاهدة الكافرين والإغلاظ عليهم فأيهما المنسوخ؟

الجواب: آية السيف ناسخة لهذه الآية وما أشبهها مما أمر فيها الرسول ÷ بالصفح والإعراض عن المشركين.

(٣) سؤال: فضلاً ما المرجحات لهذا الإعراب مع بُعد المعطوف عليه؟ وما وجه قراءة نافع بنصب «قيله»؟

الجواب: قد يكون التوجيهان في درجة واحدة من حيث القوة والضعف، وقراءة النصب في «قيله» توجه بأنها نصبت لعطفها على محل الساعة في قوله: {عِلْمُ السَّاعَةِ} أو على: {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} أو على نزع الخافض أي: حرف القسم.