محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الدخان

صفحة 133 - الجزء 4

  {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ٥⁣(⁣١) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٦} وكان هذا القرآن مما دبره الله تعالى من الأمور في تلك الليلة المباركة ليلة القدر، وقد اختار الله محمداً ÷ رسولاً إلى الناس يتلو عليهم القرآن الكريم، وكانت رسالة الله إلى الناس رحمة لهم يستنقذهم بها من الضلال إلى الهدى ومن خزي الدنيا وعذاب الآخرة إلى شرف الدنيا ونعيم الآخرة.

  {رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ⁣(⁣٢) ٧ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ٨} والذي أنزل القرآن هو رب السماوات والأرض وما بينهما لا إله لهم سواه، الذي بيده حياتهم وموتهم فليعبدوه وليخصوه بعبادتهم.

  {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ٩}⁣(⁣٣) ولكنهم أعرضوا عن آيات الله تعالى،


= بدليل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}⁣[البقرة: ١٨٥]، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر].

(١) سؤال: ما إعراب «أمراً»؟ وما وجه فصل «إنا كنا مرسلين» عن سابقتها؟ وهل «رحمة» معمول لـ «مرسلين»؟

الجواب: «أمراً» حال من «أمر حكيم» وصلح من النكرة لأنها قد وصفت، وقد ذكروا في إعرابه أوجهاً عديدة. «رحمة» مفعول من أجله ليفرق أو لمرسلين، وفصلت جملة: {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ٥} لأنها علة لما قبلها.

(٢) سؤال: ما وجه جر «رب السماوات» في قراءة حفص؟ وأما رفعها في قراءة نافع فهو ظاهر؟ وما فائدة القيد بقوله: «إن كنتم موقنين»؟

الجواب: وجه الجر على البدلية من «ربك» في قوله: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} وفائدة قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ٧}: أن المشركين كانوا مقرين ومعترفين بأن الله تعالى هو الذي خلق السموات والأرض وأنه ربهن ومالكهن، فنبههم بهذا القيد على ما هم مقرون به ومعترفون إن كانوا صادقين في إقرارهم واعترافهم.

(٣) سؤال: فضلاً هل هذه الجملة حالية أم خبر ثان؟

الجواب: الجملة خبر ثان.