محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الدخان

صفحة 134 - الجزء 4

  ورفضوا الاستماع إليها والالتفات إلى مواعظه وتذكيره لهم، ولا زالوا يشككون في القرآن، ويجادلون في آياته وحججه بالباطل.

  {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ١٠ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١١}⁣(⁣١) فانتظر يا محمد العذاب الذي سينزله الله بقومك بسبب تكذيبهم، فلا بد أن نعذبهم فقد استحقوا العذاب، وقد ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بالجدب والفقر نحواً من سبع سنين، فكانت السماء تمتلئ بالدخان⁣(⁣٢) فلا سحاب ولا مطر حتى أصابهم القحط والجوع الشديد حتى أصبحوا يأكلون جيف الكلاب من شدة الجوع.

  {رَبَّنَا⁣(⁣٣) اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ١٢} ولما طالت عليهم مدة الشدة والجوع عاهدوا الله تعالى بأنه إن كشف عنهم ما هم فيه من البلاء والشدة فإنهم سيؤمنون بالنبي ÷ ويصدقونه.

  {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ١٣⁣(⁣٤) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ


(١) سؤال: ما محل جملة: «هذا عذاب أليم»؟

الجواب: محلها النصب مقول قول محذوف.

(٢) سؤال: متى كانت آية الدخان هذه من بعثة النبي ÷؟ وهل يصح حملها على أنه عذاب يحصل يوم القيامة أو أمارة من أماراتها أم لا؟ ولماذا؟

الجواب: كانت آية الدخان بعد مبعث النبي ÷ قبل الهجرة، ويصح حملها على أن الدخان يكون قبيل يوم القيامة أي: أنه علامة من علاماتها، وهذان التفسيران مرويان.

(٣) سؤال: هل هذا مقول لقول محذوف أم ماذا؟

الجواب: هذا من تتمة القول المذكور في الآية الأولى: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١١ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ١٢} كل هذا هو مقول لقول محذوف.

(٤) سؤال: ما إعراب «أنى» ومحلها؟ وما محل جملة: {وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ١٣

الجواب: «أنى» خبر مقدم ومحلها مع متعلقها الرفع. «الذكرى» مبتدأ مؤخر، «لهم» متعلق بمحذوف حال، وجملة: {وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ١٣} في محل نصب على الحال.