سورة الدخان
  مَجْنُونٌ ١٤}(١) كيف يتأتى منهم الإيمان بعد أن كفروا برسول الله ÷ وبما جاء به من الحجج الواضحة المستبينة الدالة على صحة نبوته التي عرفوها وتحققوا صدقها ثم كذبوا بها واستكبروا عنها وقالوا إن محمداً مجنون يهذي بهذي المجانين، وقالوا أيضاً: إنه تعلم ما يقرأه عليهم من بعض أهل العلم.
  {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ(٢) ١٥ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ١٦} ولكنه كشف عنهم تلك الشدة مع علمه تعالى بعدم إيمانهم، وأنهم سينقضون عهودهم ومواثيقهم، ولكنه سوف ينتقم منهم بعذابه، وقد كان ذلك يوم(٣) بدر فقد قتل المسلمون فيه جميع صناديدهم وكبارهم وكانوا سبعين صنديداً.
  {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ١٧} وقبل قومك يا محمد قوم فرعون، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم موسى، ولكنهم كفروا به
(١) سؤال: يقال: كيف ساغ لهم أن يطلقوا على النبي ÷ الصفتين: «معلم مجنون» مع تناقضهما؟ وما إعرابهما؟
الجواب: المراد: وقال بعضهم معلم، وقال بعضهم مجنون. «معلم» خبر لمبتدأ محذوف، «مجنون» خبر ثان.
(٢) سؤال: من فضلكم ما إعراب «قليلاً»؟ وما وجه فصل: «إنكم عائدون» عما قبلها؟ وما هو العامل في «يوم» النصب؟
الجواب: «قليلاً» ظرف زمان أي: زمناً قليلاً، أو يكون صفة لمصدر محذوف أي: كشفاً قليلاً. وفصلت «إنكم عائدون» لأنها تعليل لما قبلها، والعامل في «يوم» النصب فعلٌ محذوف دل عليه «منتقمون» أي: ننتقم.
(٣) سؤال: يقال: فما السر في إسناد البطش إلى الله تعالى؟ وهل يصح حمل البطشة على العذاب يوم القيامة؟
الجواب: أسندت إلى الله تعالى لأنها بأمره وتدبيره ومعونته كما قال سبحانه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ...}[الأنفال: ١٧]، ويصح حملها على عذاب يوم القيامة، وقد فسرت بالتفسيرين.