سورة الدخان
  مُتَّبَعُونَ ٢٣} عندما رأى موسى منهم ما رأى من التكذيب والتمرد والاستهزاء دعا ربه أن ينتقم منهم؛ لأنهم قد تجاوزوا الحد في الظلم والطغيان والتكبر في الأرض، فاستجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه، وأمره بأن يجمع قومه من بني إسرائيل، ثم يخرج بهم ليلاً لئلا يراهم أحد من قوم فرعون فيفتضح أمرهم، وأمرهم بأن يسرعوا في المسير؛ لأن فرعون سوف يلحقهم بجيشه.
  {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ٢٤} أمر الله تعالى موسى بأن يضرب البحر بعصاه فانشق له فيه اثنا عشر طريقاً يابسة في وسط البحر، فسار موسى بمن معه وسط البحر حتى خرج بهم جميعاً، وقد أمر الله سبحانه وتعالى موسى بعد خروجه من البحر أن يترك الطرق فيه مفتوحة(١)؛ لأنه تعالى أراد أن يغرق فرعون وجنوده في تلك الطريق التي في البحر، فتبعهم فرعون وجنوده في تلك الطريق التي فتحها موسى بعصاه في البحر فلما توسطوا جميعاً أطبق الله تعالى عليهم الماء وأغرقهم جميعاً.
  {كَمْ(٢) تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٢٥ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ(٣) كَرِيمٍ ٢٦ وَنَعْمَةٍ كَانُوا
= «أسر» بهمزة القطع مأخوذ من الإسراء أي: من مصدر أسرى يسري إسراءً، فالماضي رباعي.
و «اسر» بهمزة الوصل، ماضيه ثلاثي سرى يسري أي: سار بنفسه في أول الليل، وأسراه غيره أي: حمله على المسير في أول الليل غيره.
(١) سؤال: من فضلكم مِمَّ أخذ هذا المعنى لقوله: «رهواً»؟ وكيف نفهم أن معنى «رهواً» ساكناً كما ذكر عن الإمام الأعظم زيد بن علي #؟
الجواب: «رهواً» مأخوذ من رها يرهو رهواً، وبابه عدا، و «رهواً» أي: ساكناً، وقد فسرنا «رهواً» على المعنى فقلنا: اتركه مفتوحاً أي: لا تضرب الماء بعصاك فينطبق البحر على الطريق أي: دعه ساكناً ولا تضربه بعصاك فينطبق.
(٢) سؤال: ما إعمال «كم» هنا؟
الجواب: «كم» خبرية في محل نصب مفعول به لتركوا.
(٣) سؤال: فضلاً ما نوع اسميتها؟ وما المراد بها؟
الجواب: اسم مكان من الثلاثي، والمراد بها الأرض التي كان يسكنها فرعون وقومه المهلكون.