سورة الدخان
  فِيهَا فَاكِهِينَ ٢٧ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا(١) قَوْمًا آخَرِينَ ٢٨} أراد الله سبحانه وتعالى هنا أن يعتبر بهم المعتبرون إذا نظروا في حالهم وما صاروا إليه بعد تلك القصور الفاخرة وجنات البساتين والأنهار، وبعد تلك النعم العظيمة التي أسبغها عليهم، وذلك التمكين في الأرض، وما هيأ لهم من أسباب الرفاهية والتنعم ورغد العيش، ثم إن الله تعالى أهلكهم ودمرهم وأبادهم بعد كل ذلك بسبب كفرهم وتكبرهم، وكيف لم تنفعهم قوتهم وتمكنهم فقد ذهبوا وتركوا كل ذلك النعيم لقوم آخرين غيرهم بسبب كفرهم وتمردهم على الله.
  {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ(٢) وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ٢٩} فلم يحصل بموتهم وهلاكهم أيُّ نقصٍ في الدنيا ولا في السماء، فقد أخذهم الله تعالى واستأصلهم بسبب استحقاقهم لذلك العذاب الذي أنزله عليهم، واستخلف مكانهم قوماً آخرين غيرهم. «وما كانوا منظرين» أي: ممهلين بالعذاب إلى حين آخر.
  {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ٣٠ مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ٣١}(٣) يذكر الله تعالى بني إسرائيل بنعمته عليهم إذ أنجاهم من فرعون وظلمه وبطشه، وقتله لأبنائهم، واستعباده لنسائهم وتسخيرهن في الأعمال الشاقة.
(١) سؤال: ما المراد بـ «نعمة» بفتح النون؟ وهل من فرق بينها وبين مكسورة النون؟ وما إعراب: «كذلك وأورثناها»؟
الجواب: «نعمة» بفتح النون: التنعم والتلذذ، وبكسر النون ما يتنعم به من مأكول ومشروب ومنكوح ومنظور إليه و ... إلخ. «كذلك» خبر لمبتدأ محذوف أي: الأمر كذلك. «وأورثناها» جملة معطوفة على جملة: الأمر كذلك، فلا محل لها من الإعراب.
(٢) سؤال: ما الذي يفهم من هذا المقطع من هذه الآية بالنسبة للمؤمنين؟
الجواب: قد يفهم أن السموات والأرض تبكي لموت المؤمنين وقد يكون المراد بكاء أهلهما.
(٣) سؤال: هل إعادة الجار في قوله: «من فرعون» على جهة البدل لزيادة التأكيد؟
الجواب: نعم، ذلك للتأكيد والتقرير، وذلك لما فيه من التكرير.