محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الدخان

صفحة 139 - الجزء 4

  وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عنه بأنه كان من المسرفين في سفك الدماء والقتل ظلماً وعدواناً، فنجاهم الله سبحانه وتعالى منه، وخلصهم من قبضته وسيطرته عليهم.

  {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى⁣(⁣١) عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٢} وقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بأن اصطفاهم على جميع خلقه، وجعلهم أفضل أمة على وجه الأرض؛ فإذا كانوا على هذه الحال أفضل⁣(⁣٢) أهل الأرض - وعلى الرغم مما كانوا يفعلون بنبيهم موسى # ويتمردون عليه - فكيف كانت حال بقية الأمم في الأرض؟

  {وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ٣٣}⁣(⁣٣) وقد أعطاهم الله سبحانه وتعالى الآيات العظيمة وأسبغ عليهم النعم الكثيرة كفلق البحر لهم، وتظليلهم بالغمام وإحيائهم⁣(⁣٤) مرة ثانية بعد أن كان أماتهم، وما كان من رفع الطور عليهم حتى آمنوا.


(١) سؤال: فضلاً ما فائدة هذا القيد؟ وهل «على» فيه على بابها أم لا؟

الجواب: قد يخطر ببال من يرى ما يحصل من اليهود من زمن موسى # وبعد زمانه وإلى زمن النبي ÷ من التمرد والفسوق والبغي والعدوان والكفر و ... إلخ فيقول: كيف أن الله تعالى اختار بني إسرائيل على العالمين وهم كما ذكرنا، فجاء الله تعالى بهذا القيد لدفع مثل هذا الاعتراض. و «على» على بابها للاستعلاء أي: اخترناهم حال كوننا متمكنين على العلم، وفي «على» هنا استعارة تبعية أي: أن الاستعارة في معناها الذي هو الاستعلاء.

(٢) سؤال: هل كانوا مختارين مصطفين مع تلك الأعمال أم أنهم سلبوا تلك النعمة لما أعرضوا عن شكرها؟

الجواب: اختارهم الله تعالى وهو عالم بموضع الخيرة {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٥٩}⁣[الأعراف]، وكما اصطفى الله آل محمد ÷ وأورثهم الكتاب الكريم وفيهم الظالم لنفسه والمقتصد والسابق.

(٣) سؤال: فضلاً لم عرّف الله تلك الآيات بأن فيها بلاءً مبيناً؟

الجواب: كان ذلك لأنه كلما كبرت النعمة كانت البلوى بها أكبر وكلما عظمت كانت البلوى بها أعظم، واستدعت من الشكر ما هو أعظم، والكفر بها يكون على قدر كفر النعمة.

(٤) سؤال: متى كانت إماتتهم ثم إحياؤهم؟

الجواب: كان ذلك حين سألوا موسى أن يريهم الله جهرة، والقصة كما حكاها الله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ٥٥ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٥٦}⁣[البقرة].