سورة الدخان
  {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ ٣٤ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ٣٥ فَأْتُوا(١) بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٣٦} ثم انتقل الله تعالى إلى الكلام عن قريش، فأخبر تعالى عنهم بأنهم ينكرون البعث والنشور بعد الموت، وأنهم طلبوا من النبي ÷ أن يحيي آباءهم وأجدادهم، وأن يخرجهم من قبورهم إن كان صادقاً فيما يدعي من صحة البعث بعد الموت.
  {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ٣٧} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن قومه قد تمردوا(٢)، وقد بلغوا النهاية في التمرد والعصيان حتى استحقوا نزول العذاب بهم، فلن يستطيعوا أن يفروا من قبضته وقدرته، ولن يعزوا عليه أو يغلبوه، فقد أهلك مِنْ قبلهم مَنْ كانوا أشد منهم بطشاً وأكثر عدداً وجمعاً وقوة بسبب كفرهم وتكذيبهم وتمردهم، وقومك يا محمد قد استحقوا نزول العذاب بهم فليتوقعوا عما قريب نزوله بهم.
  {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ(٣) ٣٨ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٣٩}(٤) هذا جواب من الله سبحانه وتعالى
(١) سؤال: ما فائدة الفاء هنا؟ وما عملها؟
الجواب: الفاء هي الفصيحة وعملها هو ربط الجواب بالشرط والتقدير: إن كنتم صادقين فيما تقولون فأتوا ... ، وسميت فصيحة لأنها تفصح عن شرط مقدر.
(٢) سؤال: فما يكون معنى الاستفهام هنا؟ وما محل جملة «أهلكناهم»؟
الجواب: معناه الإنكار، وجملة «أهلكناهم» لا محل لها استئنافية لبيان ما حل بقوم تبع والذين من قبلهم من نقمة الله وعذابه أي أنها في جواب سؤال مقدر.
(٣) سؤال: ما إعراب «لاعبين»؟
الجواب: يعرب حالاً من فاعل خلقنا.
(٤) سؤال: ما الذي يفيده تذييل الآية بقوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٣٩}؟
الجواب: قد عرض الله تعالى الدلائل الدالة على البعث والنشور فلو أن المشركين نظروا فيها =