محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجاثية

صفحة 154 - الجزء 4

  اللَّهِ شَيْئًا} وأمره بأن يسير على هذه الشريعة التي أنزلها عليه، وأن لا يميل مع أحد من المشركين أو أهل الكتاب، أو يسير في طريقهم ودينهم؛ لأنهم إنما يتبعون أهواءهم وما تدعو إليه شهواتهم، وأخبره أنهم لن ينفعوه شيئاً إن هو عصى الله سبحانه وتعالى واتبعهم، ولن يدفعوا عنه شيئاً من عذاب الله تعالى.

  {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ⁣(⁣١) بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ١٩} فاتركهم يا محمد ولا تدخل معهم أو تخض في أحاديثهم وأباطيلهم أو تتبعهم في شيء من أمور دينهم، فهم جميعاً ظالمون عند الله سبحانه وتعالى تعدوا حدوده وخالفوا شرائعه، والله ناصرك ومؤيدك عليهم فاعتصم به.

  {هَذَا بَصَائِرُ⁣(⁣٢) لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ٢٠} هذا القرآن الذي أوحيناه إليك جعلناه نوراً وهدى للناس ليهتدوا بهديه ويستضيئوا بنوره إلى طريق سعادتهم في الدنيا والآخرة.

  {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا⁣(⁣٣) السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ⁣(⁣٤) وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ٢١} أيظن أولئك الذين


= وقبل أن يشتهر أمره: «والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه».

(١) سؤال: ما معنى: ولاية الظالمين لبعضهم البعض هنا؟

الجواب: المعنى: مناصرة بعضهم لبعض.

(٢) سؤال: ما نوع المجاز في «بصائر»؟ أم أنها حقيقة؟ وضحوا ذلك.

الجواب: هذا تشبيه بليغ فقد شبه القرآن بالبصائر التي في القلوب.

(٣) سؤال: ما النكتة في التعبير بقوله: «اجترحوا» هنا؟

الجواب: التعبير بذلك ليفيد أنهم تعمدوا فعل السيئات وتكلفوا فعلها، واجترحوا مأخوذة من الجوارح أي: أنهم فعلوها بجوارحهم.

(٤) سؤال: ما إعراب «سواء محياهم»؟ وما يكون على قراءة الرفع «سواءٌ»؟

الجواب: «سواءً» بالنصب حال، وبالرفع «سواءٌ» خبر مقدم، ومحياهم: مبتدأ مؤخر، =