محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجاثية

صفحة 158 - الجزء 4

  فصح نسبة الغشاوة والطبع إليه، والمشركون هم الذين أعرضوا عن الهدى وسماعه وقبوله.

  {فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ⁣(⁣١) اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٢٣} من الذي يستطيع أن يهديه من بعد أن أعطاه الله الآيات والبينات وأرسل إليه الرسل فرفضها وتمرد عنها، فمن سيهديه بعد كل هذا؟ ومن الذي يستطيع أن يسلكَه في نظام المهتدين؟

  {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ⁣(⁣٢) وَنَحْيَا⁣(⁣٣) وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ٢٤} كان المشركون ينكرون البعث بعد الموت والحياة الآخرة، ويدَّعون أنهم إذا ماتوا فقد انقطع بموتهم كل شيء، فلا حساب ولا عقاب، وينكرون أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يميتهم ويدَّعون أن الدهر هو الذي يفني الإنسان⁣(⁣٤)، كانوا يقولون كل ذلك عن غير حجة أو دليل.


(١) سؤال: هل هنا مضاف محذوف أم كيف؟

الجواب: نعم هناك مضاف محذوف أي: من بعد هداية الله.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «حياتنا الدنيا»؟ وما محل جملة: «نموت ونحيا»؟ أم لا محل لها؟

الجواب: «حياتنا» خبر «هي»، و «الدنيا» صفة، «نموت ونحيا» لا محل لها من الإعراب؛ لأنها في جواب سؤال مقدر أي: أنها مستأنفة استئنافاً بيانياً.

(٣) سؤال: إن قلنا بأن الواو لا تفيد الترتيب فما قولنا في تقديم حكايتهم للموت على الحياة أفلا يدل على تقدمه على الحياة عندهم أم في ذلك نكتة فما هي؟ وما وجهها؟

الجواب: قوله «نموت ونحيا» كالتفسير لقوله: «ما هي إلا حياتنا الدنيا» أي: ما هي الحياة الدنيا إلا موت أناس وحياة آخرين وليس وراء ذلك بعث وحساب، فهذا وجه من الأوجه التي ذكرت في تفسير هذه الآية وهو وجه حسن؛ إذ أن حياة الآخرين تكون بعد موت الأولين، وهكذا الحياة في الدنيا فإنها جارية على هذا في الواقع، فالواو في هذا الموضع للترتيب.

(٤) سؤال: من فضلكم ما المراد بنسبتهم الهلاك إلى الدهر؟ هل مرور الزمان أم الحوادث فيه؟ وهل هذا مذهب المشركين كافة؟ وهل الدهرية هم هؤلاء؟ وما أبرز عقائدهم؟

=