محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجاثية

صفحة 159 - الجزء 4

  {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٥}⁣(⁣١) وإذا تلا عليهم النبي ÷ القرآن وحذرهم وأنذرهم فإنهم يجادلونه ويطلبون منه - إن كان صادقاً فيما يزعم ويدعي من البعث والحساب - أن يبعث لهم آباءهم وأجدادهم، وأن يريهم ذلك أمام أعينهم حتى يصدقوه.

  {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى⁣(⁣٢) يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٢٦} ثم إن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه ÷ أن يقول لهم إن الأمر ليس كما يظنون ويتوهمون، بل الله تعالى هو الذي يحييهم ويوجدهم من بعد العدم، وهو الذي سيميتهم ثم يحيهم بعد ذلك للحساب


=

الجواب: المراد أن مرور الزمان هو الذي يهلكهم فيعتقدون أن الزمان ومروره هو الذي يؤثر في ضعف البدن شيئاً فشيئاً إلى أن يموت، والآية نزلت في مشركي قريش، ولعل سائر المشركين العرب يقولون بمثل مقالة قريش، وهؤلاء المشركين الذين حكى الله تعالى عنهم قوله: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} هم الدهرية هم ومن يقول بمثل مقالتهم.

وأبرز عقائدهم القول بقدم العالم وقدم الدهر وتدبيره للعالم وتأثيره فيه، وأنه ما أبلى الدهر شيئاً إلا أحدث شيئاً آخر ... إلخ. ذكر ذلك نشوان الحميري في كتابه الحور العين.

(١) سؤال: هل يؤخذ من هذه الآية أنه يصح الاستدلال على البعث والنشور بآيات القرآن؟ وما محل المصدر: «أن قالوا»؟

الجواب: قد قامت حجة الله تعالى على المشركين بما أظهره الله تعالى من المعجزات الدالة على نبوة النبي ÷ وصدقه فيما جاءهم به من عند الله؛ لذلك لا يكفي في الاستدلال على البعث والنشور بآية من القرآن إلا مع قيام الحجة على صحة نبوة النبي ÷ وصدقه فيما جاء به من القرآن. «أن قالوا» في موضع رفع اسم كان مؤخر.

(٢) سؤال: هل حرف الجر «إلى» على بابها في قوله: «إلى يوم القيامة»؟ أم لا فما معناها؟

الجواب: «إلى» على بابها، و «يجمعكم» مضمن معنى فعل يتعدى بـ «إلى»: يسوقكم أو يحشركم أو نحوهما مما يتعدى بـ «إلى».