سورة الفاتحة
  وقد أعلمنا الله بها، وأحب الأسماء إليه: الله، الرحمن، الرحيم.
  وآية الكرسي فيها فضل عظيم، لكن هذه هي التي تكررت، وتكررها دلالة على أنها أفضل الأسماء.
  وهو يعني أن الإنسان إذا أراد الدعاء والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى يدعوه بهذه الأسماء: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}[المائدة: ٣٥]، يعني أن نتوسل إليه بما يحبه: يا الله يا رحمن يا رحيم، فهو يحب أن يثنى عليه بهذه الأسماء.
  فإذا أراد الإنسان التماس شيء من غيره فهو يقدم له المدح والثناء عليه، فالله يحب أن نثني عليه، وأن نمدحه، وأن نذكره؛ لأجل أن يجيب دعوتنا. فإذا أردت الدعاء له فقدم الثناء عليه ثم ادعه.
  ففي السورة بدأ بالثناء ثم الدعاء وهو قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}، أول السورة ثناء وآخرها دعاء، ففيها دلالة على أن المتوسل إذا أراد الدعاء بدأ بالثناء.
  والرحيم: يعني أن هناك نعماً خفيةً لا نعلمها ولا ندركها، كدفع البلاء في كل أحوالك وأنت لا تعلمها، وهذه من أكبر النعم أن يدفع عنك الشر والبلاء و ... إلخ، وهي خفية لا ندركها، ولا تخطر في بالنا.
  {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢} افتتح الله تعالى كتابه بعد البسملة بالحمد والثناء عليه، على نعمه على العالمين، والتي من أكبرها وأعظمها نعمة القرآن الكريم.
  ومعنى الحمد: أنا نعترف لله بالفضل والإنعام فنحن نحس ونشعر بهذه النعم
= كتابه الكريم من الثناء والمدح لله تعالى، ومن التقديس والتنزيه والتعظيم، يكون إيماناً كاملاً، ومعرفة لله تامة. فلو فرضنا أن الله تعالى أخفى عن عباده اسمه الأعظم لما كانت معرفة المؤمنين لله كاملة؛ لجهلهم بأعظم صفات الله وأكبرها، وهذا الفرض بعيد.
- ومن الممكن توجيه ما ورد في بعض الأدعية بأن الله تعالى أخفى اسمه الأعظم بين أسمائه التي علمها عباده، كما أخفى ليلة القدر بين ليالي شهر رمضان، وكما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة بين ساعات اليوم، وهذا التوجيه قريب.