محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأحقاف

صفحة 171 - الجزء 4

  يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ⁣(⁣١) هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ١١} كانوا يجادلون النبي ÷ والمؤمنين بأن هذا الدين الذي جاء به النبي ÷ لو كان حقاً وصدقاً كما يزعمون لما سبقهم إليه أولئك الضعفاء والأراذل، فكفروا بما جاء به النبي ÷ وكذبوا به، وقالوا: إن القرآن كذب افتراه النبي ÷ وادعى أنه من عند الله وما هو إلا حكايات قديمة.

  {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ١٢}⁣(⁣٢) ثم رد الله سبحانه وتعالى عليهم بأن هذا الدين الذي جاءهم به محمد ÷ هو الدين الحق، وأن هذا القرآن الذي أنزله الله عليه هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد أنزله مصدقاً لما سبقه من التوراة التي أنزلها على موسى رحمة وهدى للناس ليهتدوا بها ويستضيئوا بنورها، وأنه أنزله بلغتهم ولسانهم حتى يفهموا معانيه ويتدبروا آياته وحججه، وما فيه من التبشير والإنذار والوعد والوعيد، فلا يكون لهم أي عذر في عدم معرفة آياته وأحكامه. ومعنى «إماماً»: قدوة يأتم بها أهل التوراة.

  {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ⁣(⁣٣) ١٣


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «وإذ لم يهتدوا به»؟ وما الوجه في دخول الفاء في قوله: «فسيقولون»؟

الجواب: أعربوا «إذ» ظرفاً للزمن الماضي متعلقاً بفعل محذوف تقديره: ظهر عنادهم إذ لم يهتدوا به. «فسيقولون» معطوف على ظهور عنادهم المقدر لأنه مسبب عنه أي: أن الفاء سببية عاطفة، ولم يجز أن يتعلق الظرف «إذ» بقوله: «فسيقولون» لاختلاف الزمانين في المضي والاستقبال.

(٢) سؤال: ما إعراب «إماماً» «لساناً» «عربياً»؟ وعلام عطف قوله: «وبشرى»؟

الجواب: «إماماً» حال من ضمير المستقر في الجار والمجرور. «لساناً» حال من فاعل مصدق المستتر. «عربياً» نعت لـ «لساناً»، و «بشرى» معطوف على «لينذر».

(٣) سؤال: فضلاً ما السر في استخدام حرف العطف «ثم» في قوله: «ثم استقاموا»؟ وهل الفاء في قوله: «فلا خوف» هي الفاء المزيدة في الخبر الذي يستعملها الإمام الهادي # كثيراً في كلامه؟

الجواب: السر في استعمال «ثم» هنا هو التنبيه على أن الاستقامة على الدين والتزام التقوى أعظم وأشق وأكبر من قول الداخل في الإسلام: ربنا الله، أو لا إله إلا الله. والفاء هي التي يستعملها =