سورة الأحقاف
  أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ(١) فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٤} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بلسانه ثم استقام على السمع والطاعة لله تعالى فيما أمر ونهى فهو من أهل رحمة الله تعالى والفوز برضوانه، ولا يلحقه خوف ولا حزن يوم الفزع الأكبر يوم القيامة وسيدخله الله تعالى جنات النعيم خالداً فيها مخلداً جزاءً على إيمانه واستقامته على طاعة الله وامتثال أمره.
  {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا(٢) حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا(٣) وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} ثم انتقل الله سبحانه وتعالى إلى التوصية بالوالدين والإحسان إليهما لما لهما من الحق الكبير على الولد، فما أشد ما لقيت أمه من التعب والمشقة والعناء في حمله في بطنها، ثم - بعد أتعاب آلام الحمل - ما لاقت من أتعاب الولادة وآلامها وعنائها، ثم ما قد لاقت من التعب والعناء في إرضاعه والسهر عليه فقد خصها الله سبحانه وتعالى بالذكر وجعل لها مزية على الأب؛ لأن تعبها أكثر من تعب الأب.
= الإمام الهادي كثيراً في الخبر على الإطلاق سواء أكان في المبتدأ معنى الشرط أم لا. والفاء الداخلة هنا هي داخلة على الخبر لما في اسم «إن» من معنى الشرط.
(١) سؤال: أين صاحب الحال هنا «خالدين»؟ وعلام نصب قوله «جزاءً»؟
الجواب: صاحب الحال هو أصحاب الجنة والعامل اسم الإشارة لما فيه من رائحة الفعل. «جزاءً» مفعول مطلق لفعل محذوف، أي: يجزون جزاءً.
(٢) سؤال: ما العامل في هذا المصدر؟ وما موضع هذا العامل؟
الجواب: «إحساناً» منصوب بفعل مقدر أي: أن يحسن إليهما إحساناً، وموضع العامل الجر على البدلية من «بوالديه».
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «كرهاً»؟ وما نوع اسميتها؟ وما وجه عطف الجملة الاسمية «وحمله وفصاله» على الفعلية إن كانت الواو عاطفة؟
الجواب: «كرهاً» منصوب على الحال أي: ذات كره، وكرهاً مصدر كَرِهَ كَرْهاً، «وحمله وفصاله ثلاثون شهراً» في محل نصب حال. فالواو في قوله: «وحمله ...» حالية وليست عاطفة.