محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأحقاف

صفحة 174 - الجزء 4

  افترض عليه على أكمل وجه، وأن يكثر من التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن التوبة وكثرة الرجوع إلى الله تعالى من أكبر الأسباب في صلاح الأولاد والذرية، وذلك أن صلاح الذرية قد جعله الله سبحانه وتعالى من الثواب العاجل⁣(⁣١) للوالدين في الدنيا، والمقصود بالأشد هنا: منتهى قواه البدنية والعقلية.

  {أُولَئِكَ⁣(⁣٢) الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ⁣(⁣٣) مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي⁣(⁣٤) أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ١٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأن أولئك أهل شكره واللجوء والتوسل إليه، وأنهم هم الذين يتقبل منهم أعمالهم، وأنهم أهل رحمته الذين استحقوا الوعد الصادق بالجنة بما عملوا من الأعمال الصالحة.


(١) سؤال: من أين أخذنا هذا؟

الجواب: أخذنا ذلك من قوله: «إني تبت إليك» فإنه علة وسبب لما قبله.

(٢) سؤال: من هم المشار إليهم بـ «أولئك»؟ ومن أين فهمنا أنهم هم؟ وهل يمكن الاستدلال بهذه الآية على أن الله لا يتقبل الأعمال الصالحة إلا ممن اتصف بتلك الصفات أم لا؟

الجواب: المشار إليه بأولئك هو الإنسان المتصف بتلك الصفات السابقة في الآية التي قبل «أولئك ..» والمراد جنس الإنسان المتصف بتلك الصفات لا إنسان واحد، وفهمنا أنهم هم المرادون بالإشارة لأنه لم يتقدم ذكر لغير الإنسان المتصف بتلك الصفات حتى تعود الإشارة إليه مع أن الظاهر عودها إليه.

وفي الآية دليل على أن الله تعالى لا يقبل الأعمال الصالحة إلا ممن اتصف بتلك الصفات وذلك لأن التعريف في المسند إليه والمسند «أولئك الذين ..» يدل على الحصر والقصر.

(٣) سؤال: ما الوجه في التعبير بقوله: «أحسن ما عملوا» مع أن كل ما فعلوه حسن؟

الجواب: الوجه هو أن في أعمالهم المباح وهو حسن، والمكروه وهو حسن أيضاً.

(٤) سؤال: بماذا تعلق الجار والمجرور هنا؟ وما معناه؟ وما إعراب: «وعد الصدق»؟

الجواب: تعلق الجار والمجرور «في أصحاب الجنة» بمحذوف حال أي: كائنين في أصحاب الجنة ومعدودين منهم، ومعناه الظرفية أي: كائنين في جملتهم داخلين فيها. «وعد الصدق» مصدر مؤكد لمضمون الجملة أي: وعدهم الله ذلك وعد الصدق أي: وعداً صادقاً.