محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأحقاف

صفحة 175 - الجزء 4

  {وَالَّذِي قَالَ⁣(⁣١) لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ⁣(⁣٢) آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ١٧} ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ قصة الذي كان أبواه يدعوانه إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتصديق بما جاء به النبي ÷، غير أنه كان يتأفف منهما ويتضجر من دعوتهما له، ويسخر مما كانا يذكرانه به من البعث بعد الموت والحساب والجزاء؛ لأنه من المكذبين بالله تعالى وبرسوله وبما جاء به، وكان والداه يتلطفان له ويتوسلان إليه في ذلك شفقة عليه من النار ومن عذاب الله تعالى.

  {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ١٨} فهذا الرجل وأمثاله هم الذين استحقوا عذاب الله تعالى وسخطه، مع⁣(⁣٣) من حق عليهم عذاب جهنم وسخط الله من الأمم المكذبين الذين ماتوا على كفرهم وتكذيبهم.


(١) سؤال: هل عرف هذا الرجل الذي كان أبواه يدعوانه إلى الإسلام؟ وأيضاً لو كان رجلاً معيناً فلم قال الله في الخبر عنه: «أولئك الذين ..»؟

الجواب: قد روي أن الرجل هو عبدالرحمن بن أبي بكر أي: أنه هو سبب نزولها، والمراد هو ومن كان بصفته لا هو وحده؛ لذلك قال الله عنه: «أولئك» في آخر الآية. والرواية هذه مذكورة في تفسير الرازي، ومروان بن الحكم هو الذي قال ذلك في عبدالرحمن بن أبي بكر لما امتنع عن البيعة ليزيد، فسمعت عائشة وقالت: والله ما هو به ... إلى آخر الرواية. اهـ بالمعنى.

(٢) سؤال: ما محل المصدر «أن أخرج»؟ وما محل جملة: «وقد خلت القرون»؟ وهل جملة: «وهما يستغيثان الله ..» حالية أم ماذا؟ وما محل: «ويلك آمن ..»؟

الجواب: «أن أخرج» في محل نصب مفعول به ثان. «وقد خلت القرون» في محل نصب حال. «وهما يستغيثان الله ..» جملة حالية في محل نصب. «ويلك» مصدر منصوب لم يستعمل فعله. والجملة: «ويلك آمن إنّ وعد الله حق» في محل نصب مقول لقول محذوف أي: قائلين ويلك ...

(٣) سؤال: هل يظهر من هذا أن «في أمم» بمعنى «مع أمم» أم ماذا؟

الجواب: يمكن إبقاء «في» على ظاهرها الذي هو الظرفية أي: حال كونهم في أمم أو داخلين في أمم.