سورة الفتح
  بذلك بين أوساط المسلمين، وينشرون الرعب بينهم.
  {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٨} ثم أوحى الله تعالى إلى نبيه ÷ بأنه أرسله شاهداً يشهد له يوم القيامة بأنه قد بلغ الناس رسالة ربه وتلا عليهم آياته، وكذلك كل نبي أرسله الله سبحانه وتعالى سوف يشهد يوم القيامة على أمته، وذلك حين ينكر المكذبون يوم القيامة تبليغهم(١) رسالة ربهم.
  وأرسل الله سبحانه وتعالى محمداً ÷ ليبشر من أطاع الله ورسوله بالجنة والفوز بثواب الله تعالى، وينذر الذين كفروا وكذبوا بالله ورسوله وجحدوا بآياته ورسله بعذاب شديد في جهنم خالدين فيها أبداً إن هم استمروا على ما هم عليه من الكفر والتكذيب.
  {لِتُؤْمِنُوا(٢) بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ(٣) وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
(١) سؤال: لو تفضلتم بدلالة واضحة على إنكارهم للتبليغ؟ وكيف نجمع بينه وبين قولهم: {بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا ...}[الملك: ٩]؟
الجواب: تختلف مقامات المشركين يوم القيامة فمقام يقرون فيه ومقام ينكرون فيه بدليل قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٢٢ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٢٣}[الأنعام]، وقوله تعالى في المنافقين: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ١٨}[المجادلة]، فيجمع بين الآية التي ذكرتم وبين الآيتين اللتين ذكرناهما بما ذكرنا من مقامات يوم القيامة يقرون في مقام وينكرون في مقام آخر.
(٢) سؤال: هل يصح أن نجعل هذا علة لقوله: «ومبشراً ونذيراً» لا لقوله: «أرسلناك» أم هو الراجح؟
الجواب: «لتؤمنوا ..» علة لقوله: «أرسلناك» في حال كونه مقيداً بقوله: {شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٨}.
(٣) سؤال: هل الضمير في «تعزروه وتوقروه» يعود للنبي ÷ أم إلى الباري تعالى مع التعليل؟
الجواب: يعود الضمير للباري ø بدليل كون الضمير فيما بعده «تسبحوه» لله تعالى، والظاهر اتحاد مرجع الضمائر المتعاطفة.