سورة ق
  والتمرد فهم قوم متمردون على الله تعالى وعلى رسوله، وقد كذبوا بما جاءهم به النبي ÷ من القرآن، حتى اختلط عليهم الأمر، وتاهوا بسبب تكذيبهم وتمردهم.
  {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ(١) ٦ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا(٢) فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٧} ثم استنكر الله سبحانه وتعالى عليهم ما هو الذي دعاهم إلى الشك والريبة مع ما يرون أمامهم من آيات الله سبحانه وتعالى؟ فالسماء فوقهم يقلِّبون فيها أعينهم، وينظرون إلى ما فيها من آيات قدرة الله وعظمته وربوبيته، والأرض أمامهم يتقلبون على ظهرها ويرون ما جعل الله عليها من الجبال الراسيات، وما يخرج منها من الأشجار والثمار وأصناف النبات، وما جعل الله تعالى لهم فيها من الأرزاق والأرفاق والمنافع التي لا
(١) سؤال: فضلاً هل الاستفهام في الآية تقريري أم إنكاري؟ وبماذا تعلق الظرف «فوقهم»؟ وما إعراب: «كيف بنيناها»؟ وعلام عطفت: «وما لها من فروج»؟ وكذا ما إعراب: «والأرض مددناها»؟
الجواب: الاستفهام إنكاري فقد استنكر عليهم غفلتهم وعدم النظر إلى آيات السماء. «فوقهم» ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من السماء أي: حال كونها فوقهم وقريبة منهم ومصاحبة لهم لا تفارقهم آياتها ليلاً ولا نهاراً. «كيف» اسم استفهام في محل نصب حال من ضمير «بنيناها»، وجملة «كيف بنيناها» بدل من السماء أي: أفلم ينظروا إلى كيفية بناء السماء. «وما لها من فروج» الواو للحال والجملة في محل نصب حال من السماء أو من ضميرها. «والأرض مددناها» الأرض: مفعول به لفعل محذوف يفسره «مددناها» ويمكن أن يقال: إن الأرض منصوبة بالعطف على محل قوله: «إلى السماء» و «مددناها» جملة في محل نصب على الحال من الأرض.
(٢) سؤال: ما نوع المجازية في «ألقينا»؟ وما يفيدنا ذلك من معنى؟
الجواب: في «ألقينا» استعارة تبعية حيث استعار الإلقاء للخلق، وفي هذا التعبير «ألقينا» دلالة على عظمة الله وقوة سلطانه ونفوذ قدرته، وهوان خلق الجبال عليه؛ لأن المعهود من نحو هذه الكلمة أنها تقال لمن ألقى ما في يده لهوانه عليه ولعدم مبالاته به لحقارته.