سورة ق
  تعد ولا تحصى، ومعنى «وما لها من فروج»: ليس فيها شقوق.
  {تَبْصِرَةً(١) وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ٨} وكل ذلك جعله الله سبحانه وتعالى آية تُبَصِّرُ الناظرَ إليها، وتدله إلى معرفته واستحقاق إلهيته وربوبيته ووحدانيته، وتذكيراً لعباده المؤمنين ليزدادوا بها إيماناً وإنابة إلى الله تعالى.
  {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ٩ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ(٢) لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ١٠ رِزْقًا لِلْعِبَادِ} ثم ذكر الله تعالى عباده بأنه الذي أنعم عليهم بالمطر، وجعل لهم فيه البركة والمنافع الكثيرة، وحب الحصيد: حب النبات المحصود مثل حب الذرة وحب البر و ... إلخ، والباسقات: أراد الله سبحانه وتعالى بها العالية المرتفعة في السماء، والطلع النضيد هو ما تخرجه النخل من التمر الكثير المرصوص في مطوه، وكل ذلك خلقه الله سبحانه وتعالى رحمة لعباده، ورزقاً(٣) لهم، ويحتمل أن يكون الرزق هو المطر الذي ينزله الله تعالى من السماء والذي يتسبب في إخراج نبات الأرض الذي يأكلونه، وهذا المعنى هو الأرجح، ولذلك قال بعده:
  {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ١١} لا تستبعدوا أيها المشركون أن يحيي الله تعالى الموتى يوم القيامة فقد رأيتم كيف يحيي تعالى الأرض بعد موتها بقدرته، وقد رد الله سبحانه وتعالى بذلك على المشركين المنكرين للبعث والنشور حين أمرهم أن ينظروا في الماء الذي يحيي به الأرض الميتة ويكسوها بالخضرة بعد
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «تبصرة»؟
الجواب: تعرب مفعولاً من أجله.
(٢) سؤال: ما إعراب «باسقات»؟
الجواب: تعرب حالاً من النخل.
(٣) سؤال: لطفاً ما يكون إعراب «رزقاً» على هذا المعنى؟ وما يكون إعرابه على المعنى الأرجح؟
الجواب: يعرب على الأول مصدراً من معنى «أنبتنا»، وعلى الثاني: مفعولاً من أجله.