محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ق

صفحة 263 - الجزء 4

  في حسبانهم⁣(⁣١).

  {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا⁣(⁣٢) فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ٣٦ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه لن يتعسر أو يصعب عليه إهلاك قومه من قريش، وأنهم لن يعزوا عليه فكم من القرون والأمم قبلهم أهلكهم وعذبهم على الرغم من أنهم كانوا أكثر منهم عدداً وأشد بطشاً وأعظم قوة وعدة فلم تنفعهم قوتهم من الله سبحانه وتعالى شيئاً، ولم يجدوا لهم أي مفر أو مهرب منه عندما أنزل بهم عذابه؛ وقريش فلا تستبعد نزول عذاب الله تعالى بهم جزاء تكذيبهم وتمردهم على نبيهم.

  ومعنى «فنقبوا في البلاد»: جالوا في الأرض وأبعدوا السير فيها.

  يحذرهم الله سبحانه وتعالى بذلك ويتأنى بهم عسى أن يؤثر فيهم فيعتبروا ويرجعوا عن تكذيبهم وتمردهم.


(١) سؤال: فسر الإمام الأعظم زيد بن علي @ المزيد بحورية عظيمة لها صفات بالغة فهل يحمل كلامه على الرفع إلى أمير المؤمنين أو رسول الله ÷؛ إذ لا مساغ للاجتهاد في المغيبات؟

الجواب: قد روي عن أبي سعيد الخدري رَفَعَه إلى النبي ÷ أن المزيد من يزوج بهن من الحور العين، وهذا يقوي احتمال أن تفسير الإمام زيد مرفوع إلى النبي ÷ أو أمير المؤمنين، ويحتمل أيضاً أن الإمام زيداً # أخذ ذلك من القرآن.

(٢) سؤال: كيف نفهم التنقيب هنا؟ وهل قوله: «هل من محيص» من تساؤلهم أم من رد الله عليهم؟

الجواب: «فنقبوا» معطوفة على «هم أشد ...» وليست معطوفة على «أهلكنا». «هل من محيص» من قول المهلكين أي: قائلين هل من محيص.