سورة الذاريات
  وقد أراد الله تعالى بقوله: {وَمَا تُوعَدُونَ} أن عذابه أيضاً الذي ينزله على المكذبين كالصيحات والصواعق والحجارة ونحو ذلك يكون من السماء.
  {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣}(١) ثم أقسم الله سبحانه وتعالى بأن ما أخبرهم به من أمر الرزق والعذاب حق وصدق لا شك فيه ولا ريب.
  {هَلْ(٢) أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ٢٤ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ(٣) قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ٢٥} ثم خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷
(١) سؤال: بينوا لنا إعراب «مثل ما أنكم تنطقون» مفصلاً أيدكم الله؟
الجواب: «مثل» مفعول مطلق أي: صفة لمفعول مطلق، والتقدير: إنه لحق حقاً مثل ... ، أو يكون «مثل» حالاً من ضمير «لحق» حال كونه مثل ... ، «ما» صلة للتوكيد دخلت بين المضاف والمضاف إليه. «أنكم تنطقون» في تأويل مصدر مجرور بالإضافة، وقد أعربوا «ما» نكرة موصوفة مضافة إلى مثل أي: مثل شيء، والجملة التي بعد «ما» في محل جر صفة لـ «ما» أي: مثل شيء «هو أنكم تنطقون» فجملة «هو أنكم تنطقون» في محل جر صفة لـ «ما» هكذا قرروا الإعراب، والوجه الأول أسهل.
(٢) سؤال: ما معنى الاستفهام هنا؟ وهل يصح حملها على «قد» كما في قوله: «هل أتى على الإنسان»؟
الجواب: معنى الاستفهام هنا التفخيم والتعظيم لحديث ضيف إبراهيم #، وليس لحملها على معنى «قد» وجه؛ إذ لم يكن النبي ÷ يعرف حديث ضيف إبراهيم من قبل، وقد ورد ذكر هذه القصة في سورة الحجر أولها قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٥١}[الحجر]، فكأن هذه البداية تشير إلى أن القصة التي في سورة الذاريات هي الأولى نزولاً؛ لأنها لإعلام النبي ÷ بحديث ضيف إبراهيم، وقصة هود هي المتأخرة نزولاً؛ لأنها لإعلام قريش.
(٣) سؤال: ما الفرق بين تسليم الملائكة $ وتسليم إبراهيم #؟
الجواب: الفرق بين سلام الملائكة $ وسلام إبراهيم # أن سلام إبراهيم # أبلغ من حيث أن سلامه بالجملة الاسمية وسلام الملائكة بالجملة الفعلية.