محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الذاريات

صفحة 275 - الجزء 4

  فأخبروه بأن الله سبحانه وتعالى أرسلهم إلى تعذيب قوم لوط، والمسومة: هي المُعْلَمَة بعلامة قد وسمها الله تعالى بها، وخصصها لتعذيب أولئك القوم، وأخبروه بأن الله سبحانه وتعالى قد أمرهم أن يخرجوا المؤمنين من تلك القرية ليدمروا القرية بمن فيها، ولكنه لم يكن هناك من بين جميع القوم إلا لوطٌ وأهل بيته فقط إلا امرأة لوط # فكانت كافرة مثلهم، عذبها الله تعالى معهم.

  {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ٣٧} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد ترك آثار تلك القرية المعذبة باقية، ولم يطمسها لأجل أن تكون عبرة لمن يراها بعدهم.

  {وَفِي⁣(⁣١) مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ٣٨} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن ينظر في قصة موسى ويقصها على قومه؛ لعلهم يعتبرون بما جرى بأولئك القوم وما حل عليهم من عذاب الله جزاءً على كفرهم وتكذيبهم وتمردهم، فأخبره أنه أرسل موسى # إلى فرعون وقومه بالآيات والحجج الواضحة القاطعة التي تدل على صدق رسالته.

  {فَتَوَلَّى⁣(⁣٢) بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ٣٩} ولكنه أعرض مستكبراً عن قبول ما جاءه به، ورماه بالسحر واتهمه بالجنون.

  {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ٤٠} ولكن الله سبحانه وتعالى


(١) سؤال: علام عطف هذا؟ وبم تعلق الجار والمجرور؟ وما إعراب «إذ» في الآية؟

الجواب: «وفي موسى» معطوف على «فيها» في قوله: {وَتَرَكْنَا فِيهَا} أي: وتركنا في موسى آية أي: في قصته؛ لذلك فيتعلق الجار والمجرور بتركنا، و «إذ» ظرف لما مضى من الزمان لتركنا.

(٢) سؤال: هل هذا من باب الكناية أم من باب المجاز؟ ومن أي أنواعه؟ وضحوا ذلك رفع الله مقامكم.

الجواب: فتولى بركنه: أي بقوته وجنوده أي: مع قوته وجنوده، فالركن وقع هنا استعارة لقوته وجنوده؛ لأن الركن هو الجانب الأقوى، {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ٨٠}⁣[هود].