سورة الذاريات
  أخذه وقومه وعذبهم بأن أطبق عليهم البحر وأغرقهم جزاءً على تكذيبهم وتمردهم. والمليم(١): هو المذموم عند الله تعالى.
  {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ٤١ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ٤٢}(٢) وجعل الله تعالى للناس في عادٍ عبرة وعظة فلعل المكذبين يرعوون عن غيهم إذا عرفوا ما جرى على عاد حين أصروا على الكفر بنبيهم هود # وتكذيبه فيما جاءهم به من عند ربه، فقد عذبهم الله تعالى بأن أرسل عليهم ريحاً مدمرة، فلا تمر هذه الريح على شيء إلا طحنته ودمرته وأهلكته.
  {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ(٣) لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ٤٣ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ٤٤ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ ٤٥} وكذلك لتنظر قريش في قصة ثمود ففيها آية وعبرة لعلهم يعتبرون بما جرى عليهم، ويقلعون عن تمردهم وتكذيبهم، وذلك أن الله سبحانه وتعالى أرسل إليهم صالحاً يبلغهم ويحذرهم وينذرهم ويدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى وإخلاص العبادة له وحده، ولكنهم أعرضوا وتمردوا عليه، فأنزل الله تعالى عليهم صاعقة(٤) من السماء صعقتهم وأهلكتهم ودمرتهم، ولم يستطيعوا حراكاً بعدها، ولم
(١) سؤال: هل هذا من باب اسم الفاعل الواقع موقع اسم المفعول؟ وهل له مماثل؟
الجواب: مليم اسم فاعل من «ألام» إذا أتى ما يلام عليه، كأغرب إذا أتى أمراً غريباً فهو مغرب أي: آت أمراً غريباً، و «مليم» أي: آت أمراً يلام عليه.
(٢) سؤال: ما الوجه في تسمية الريح بالعقيم؟ وما محل جملة «جعلته كالرميم»؟
الجواب: سميت بالعقيم لأنه لا خير فهيا لا تحمل مطراً ولا تلقح شجراً ولا برد فيها ولا رَوْح. «جعلناه كالرميم» في محل نصب صفة لـ «شيء» المجرور لفظاً والمنصوب محلاً.
(٣) سؤال: هل المراد بهذا القيل قول صالح #: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ٦٥}[هود]، أم ماذا؟
الجواب: نعم المراد ذلك.
(٤) سؤال: من فضلكم هل «صاعقة» مفرد صواعق التي تزامن المطر؟ وهل الفعل منها =