سورة الطور
  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ(١) أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} من تمام فضل الله سبحانه وتعالى على عبده المؤمن أنه إذا كان من أهل المنازل الرفيعة وله ذرية صالحة فإنه تعالى سوف يجعل الذرية مع أبيهم في منزلته، ويرفعهم في درجته، وهذا من ثواب الله سبحانه وتعالى للأب أن يجمعه مع أولاده في الجنة(٢)، ويجعلهم في درجة واحدة، من دون أن ينقص شيئاً من ثواب الأب مقابل رفعه لولده.
  {كُلُّ(٣) امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ٢١} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن كل إنسان مرهون بعمله، وأنه وحده الذي سيتحمل وزر نفسه على ظهره.
  {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ(٤) وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٢٢ يَتَنَازَعُونَ(٥) فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ
(١) سؤال: تكرماً ما معنى الباء هنا؟ وما محل الجار والمجرور؟
الجواب: الباء للسببية، والجار والمجرور متعلق بـ «ألحقنا».
(٢) سؤال: وهل يصح أن نجعله من إثابة الله للابن الصالح حيث يرفعه تفضلاً إلى درجة فوق درجته أم لا؟ ولماذا؟
الجواب: هو أيضاً تفضل على الابن المؤمن تابع للتفضل على الأب.
(٣) سؤال: هل الوجه في فصل هذه الجملة كونها جواباً لسؤال مقدر مما قبلها؟ إن كان فكيف نفهمها جواباً مفيداً على ذلك السؤال؟
الجواب: فصلت الجملة لأنها علة لما قبلها، والسؤال المقدر هو عن العلة.
(٤) سؤال: هل المراد الإفراد أم الجنس؟
الجواب: المراد الجنس بدليل قوله: {وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٢٢}، فقوله: «مما يشتهون» بعد ذكر «ولحم» وهو مفرد لفظاً يدل على أن المراد به الجنس الجامع لأنواع كثيرة.
(٥) سؤال: ما محل جملة «يتنازعون»؟ وما السر في تنازعهم الخمر؟
الجواب: محل جملة «يتنازعون ..» النصب على الحالية من مفعول «وأمددناهم»، وليس ثمة تنازع للخمر، وإنما حالهم عند الشرب كحال المتنازعين من حيث أن هذا يأخذ كأساً وذلك يأخذ كاساً وآخر يأخذ كأساً، وكلهم يأخذ من مكان واحد؛ فأشبهوا في هيئة شربهم المتنازعين =