سورة الطور
  فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ(١) ٢٣ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ٢٤}(٢) يُتِمُّ الله سبحانه وتعالى وصفه لنعيم أهل الجنة بأنهم يتلذذون بأنواع الفواكه وأصناف المأكولات التي يشتهونها، ويشربون من خمر الجنة الذي لا ضرر فيه أو إخلال بالعقل كما هو شأن خمر الدنيا، ويطوف عليهم بهذه المأكولات والمشروبات غلمان سخرهم الله تعالى في القيام على خدمتهم، وشبههم الله سبحانه وتعالى لشدة صفائهم باللؤلؤ الصافي الذي لم تلمسه الأيدي.
  {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ٢٥ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ(٣) فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ٢٧} ثم وصف الله سبحانه
= لشيء كل واحد يريد أن يأخذه لنفسه.
(١) سؤال: ما السر في رفع «لغو» بعد «لا»؟ وما نوع اسمية «تأثيم»؟ وكيف نفهمها مع ما قبلها؟
الجواب: الفرق بين رفع الاسم بعد «لا» وبين بنائه على الفتح هو أن النفي يكون نصاً مع البناء على الفتح في جميع أفراد الجنس ومع الرفع يكون ظاهراً في العموم، ويحتمل مع ذلك نفي الوحدة، وقد قرئي في السبعة بالفتح والرفع. «تأثيم» مصدر أَثَّمَ أي: لا ينسب بعضهم بعضاً إلى إثم، كما هو الحال في خمر الدنيا فإن من شأن شاربها أن يفعل المنكرات والمعاصي فينسب إلى الفسوق والعصيان (الإثم).
(٢) سؤال: هل لقوله: «كأنهم لؤلؤ مكنون» محل من الإعراب أم لا؟
الجواب: الجملة في محل رفع صفة لغلمان أو في محل نصب حال؛ لأن النكرة قد وصفت فساغ مجيء الحال منها.
(٣) سؤال: ما محل جملة «يتساءلون»؟ وما فائدة القيد «في أهلنا» بعد قوله: «قبل»؟ وما إعراب «قبل»؟
الجواب: «يتساءلون» في محل نصب حال من فاعل أقبل. والفائدة من قوله: «في أهلنا» أن كون المرء بين أهله سبب للراحة والاطمئنان والسكون، فيشير هذا القيد «في أهلنا» إلى أنه لم تشغلهم أهلهم وأولادهم عن ذكر الله وخشيته والقيام بما أوجبه الله عليهم. «قبل» ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب متعلق بـ «مشفقين».