سورة الطور
  وأراد، أم أن ولاية الكون وسلطانه لهم فيقولوا ما أرادوا وعلى الناس السمع والطاعة.
  {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ٣٨}
  أم أن لهم سلماً يصعدون فيه إلى السماء فيأخذون دين الشرك وشرائع الجاهلية منها وينزلون بها إلى الأرض، فليأتوا بدليل على ذلك.
  {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ٣٩} واستنكر عليهم أيضاً ما ينسبونه إلى الله سبحانه وتعالى من البنات مع أنهم ينزهون أنفسهم عنهن، وذلك أنهم كانوا يقولون بأن الملائكة بنات الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
  {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ(١) مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ٤٠} أم أنهم قد امتنعوا وأعرضوا عن دينك لأنك سألتهم أن يدفعوا أجرة تبليغك لهم فاستثقلوا دفعها ولم يستطيعوا.
  {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ٤١} أم أن أحداً غيرك(٢) يا محمد قد أطلعهم على ما أراد الله سبحانه وتعالى منهم وأخبرهم أنهم على الدين الحق وأن ما جئت به كذب وباطل وبهتان.
  {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ٤٢}(٣) أم أنهم لا يريدون بعنادهم وشركهم إلا الكيد للإسلام وأهله، فليعلموا أن كيدهم في نحورهم، وأن
(١) سؤال: هل معنى «من» هنا السببية أم ماذا؟ وما نوع اسمية «مغرم»؟
الجواب: «من» للسببية والتعليل، و «مغرم» مصدر «غَرِمَ».
(٢) سؤال: قد يقال: من أين استوحينا هذا المعنى؟ وما فائدة الفاء في قوله: «فهم»؟
الجواب: استوحيناه من حيث أن علم الغيب لا يأتي إلا عن طريق رسول من عند الله يخبرهم به فهم يكتبون عنه ما يمليه عليهم، والفاء عاطفة لربط المسبب بالسبب.
(٣) سؤال: ما نوع اسمية «المكيدون»؟
الجواب: «المكيدون» جمع مكيد اسم مفعول، وأصله مكيود من: كاد يكيد، استثقلوا الضمة على الياء فنقلت إلى الكاف وسكنت الياء، ثم حذفت الواو لأنها زائدة، ثم قلبت ضمة الكاف كسرة لمناسبة الياء.