سورة النجم
  السماوات والأرض، والعظمة والجلال له وحده فلا ينبغي لأحد من الملائكة ولا من البشر أن يقترح عليه أو يفرض عليه رأياً، أو يشفع لأحد عنده، إلا من أذن تعالى بشفاعتهم من ملائكته ورسله، وهو وحده الذي له أن يحكم ما يشاء ويختار ما يريد.
  {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى ٢٧ وَمَا(١) لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} وهؤلاء هم المشركون من قريش كانوا يقولون: إن الملائكة بنات الله - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً - رجماً بالغيب عن غير دليل معهم أو حجة في ذلك، وإنما يتبعون في ذلك أهوائهم وأوهامهم(٢) التي أوحاها لهم الشيطان وزينها في قلوبهم.
  {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ٢٨} لا قيمة للأوهام والظنون إذا تصادمت(٣) مع الحق المعلوم، فالحق أحق أن يتبع، ومن اتبع الظن فقد اتبع الباطل.
(١) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟ وما الوجه في فصل الجملة التي بعدها عنها؟
الجواب: «ما لهم به من علم» في محل نصب حال من فاعل «ليسمون» وفصلت «إن يتبعون إلا الظن» لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.
(٢) سؤال: هل تقصدون أن الظن هنا بمعنى الوهم أي: الجانب المرجوح عند الأصوليين؟ أم أنه الجانب الراجح بمثابة ٦٠ % فكم يكون نسبة العلم؟ وهل كان الحاصل عندهم من الظن بمقدار هذه النسبة؟
الجواب: المراد أن الظن هنا بمعنى الوهم أي الجانب المرجوح عند الأصوليين؛ لأنه ليس لهم دلائل وأمارات وقرائن تدعوهم إلى ترجيح معتقدهم الفاسد؛ لذلك قلنا إن الظن هنا بمعنى الوهم.
(٣) سؤال: لعلكم أخذتم هذا من معنى «من» في قوله: «من الحق» فما معناها؟ أو مم أخذتموه؟
الجواب: «من» بمعنى البدل أي: بدل الحق، فالمعنى مأخوذ من هذا، فالباطل لا يسد مسد الحق ولا يغني مغناه ولا يقوم مقامه.