سورة النجم
  للمسيئين والمحسنين.
  والمراد بـ «الحسنى»: بالمثوبة الحسنى.
  {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ(١) إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} ثم وصف الله سبحانه وتعالى عباده الذين أحسنوا وأخبر عنهم بأنهم الذين يتقون الوقوع في معاصيه، ويتجنبون ما يغضبه ويوجب سخطه من كبائر المعاصي والفواحش، وقد أخرج من ذلك اللمم وهي صغائر المعاصي التي لا يخلو منها أي إنسان كالنظرة أو فلتات اللسان أو كذبة عن غير(٢) عمد أو إلحاق ضرر
(١) سؤال: هل عطف الفواحش على كبائر الإثم تفسيري أم ماذا؟ وهل استثناء اللمم متصل أم منقطع؟ وما قرينة ذلك؟
الجواب: «الفواحش» هي نوع من الكبائر تستفحشها العقول وتنفر عنها وتنكرها من قبل الإسلام ومن قبل نزول القرآن كالزنا ونكاح زوجة الأب وظلم الضعيف وقتل الأولاد ونقض العهد والخيانة والغدر ونحو ذلك، و «كبائر الإثم» هي نوع آخر لم يظهر فحشه في العقول كظهور النوع الأول كربا النسيئة وربا الفضل والقمار والذبح على النصب والاستقسام بالأزلام وأكل الميتة التي لم تتعفن، أما المتعفنة فأكلها مستفحش في العقل ونحو ذلك. «إلا اللمم» استثناء منقطع؛ لأنه لم يدخل في عموم الفواحش والكبائر، وقد ورد تفسيره عن أئمتنا بالخطأ وبما هم به المكلف ثم أقلع عنه ولم يعمله وما ألم به الإنسان مما لا يعتمل له ولا يقصد.
(٢) سؤال: من فضلكم هل يناسب هذا القيد معنى «اللمم» لغة؟ وهل يلزم من ظاهر هذا الوصف اشتراط اجتناب الكبائر في تكفير هذه الصغائر؟ إن لزم ذلك فما هو الدليل على مؤاخذة غير المجتنب للكبائر على الخطأ والنسيان؟
الجواب: المراد بقولنا عن غير عمد ما فعله المكلف بغير نية ولا إقدام على معصية الله، وهذا معنى قول الإمام محمد بن يحيى المرتضى # كما في المصابيح: ومن اللمم ما ألم به الإنسان مما لا يعتمل (لا يتكلف) ولا يقصد له. اهـ أي: ليس له نية في فعل المعصية ولا عزم ولا إقدام على فعلها، وليس في هذه الآية أنه يشترط اجتناب الكبائر في تكفير الصغائر، بل يؤخذ ذلك =