محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القمر

صفحة 319 - الجزء 4

  فأهلكهم ودمرهم وأبادهم جميعاً، ولم يُبْقِ على أحد منهم، بعد أن أمر لوطاً وأهله أن يخرجوا من تلك القرية التي أنزل بها عذابه، وكانت نجاة لوط # وأهله نعمة عظيمة عليه.

  {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ٣٦} وكان لوط # قد أنذرهم وحذرهم غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه إن هم أصروا على كفرهم وتكذيبهم، وسوء أعمالهم، ولكنهم أصروا على كفرهم وتكذيبهم فأخذهم الله سبحانه وتعالى بعذابه، ومعنى «تماروا بالنذر»: تجادلوا شاكين مكذبين.

  {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٧ وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ٣٨⁣(⁣١) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ⁣(⁣٢) ٣٩ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٤٠} وكانوا قد بلغوا النهاية في الكفر وارتكاب المعاصي وقد اشتهروا من بين الناس جميعاً بفعل فاحشة اللواط وانتشاره فيهم، وقد استرسلوا فيه إلى أن صار لهم خلقاً وعادة، وكان من أقبل إليهم فلا بد أن يمارسوا معه هذه الرذيلة.

  وعندما علموا بقدوم الضيوف على لوط # أقبلوا إليه يريدون الفاحشة بهم، ولكن الله سبحانه وتعالى أعمى أبصارهم عنهم وطمسها حتى لا يرونهم، وكان ذلك بداية نزول غضب الله سبحانه وتعالى عليهم وعذابه، ولم يصبح عليهم الصباح إلا وقد أنزل بهم ذلك العذاب الذي كان يحذرهم من نزوله وينذرهم من حلوله.

  {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ٤١ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «بكرة عذاب مستقر»؟

الجواب: «بكرة» ظرف زمان. «عذاب» فاعل صبحهم. «مستقر» صفة لعذاب.

(٢) سؤال: ما المراد بـ «نذر» التي أمروا بذوقها في قوله: «فذوقوا عذابي ونذر»؟

الجواب: المراد ما أنذركم به لوط # من العذاب.