سورة القمر
  الحكمة والمصلحة وعلى حسب ما تدعو إليه الحاجة، فخلق الله تعالى الشمس على قَدْرٍ من الكِبَرِ مناسب للحكمة والحاجة، وقَدَّر ضياءها وحرارتها على قَدْرٍ معلوم متناسب مع الحكمة وحاجة المخلوقات، وقَدَّر منازلها على حسب الحكمة والمصلحة، وخلق الهواء على حسب ما تدعو إليه حاجة المخلوقات الحيوانية والنباتية التي لا تعيش إلا على نسيم الهواء.
= كل شيء. «خلقنا كل شيء»: فعل وفاعل ومفعول، والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب. «بقدر» جار ومجرور متعلق بخلقناه. ومعنى هذه الآية مثل معنى قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ٢}[الفرقان].
سؤال: كيف يرد المرشد بجواب مختصر على من استدل بهذه الآية على بدعة القدر؟
الجواب: ينبغي أن يجيب المرشد بجواب الاستفسار فيقول: ما هو القدر؟ هل هو قدرة الله؟ فالله على كل شيء قدير، أم هو علمه؟ فالله بكل شيء عليم، فنحن لا ننكر قدرة الله وعلمه، أم أن القدر شيء آخر؟ فما هو؟ فالقدر يأتي لعدة معان كقوله تعالى: {إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢}[المرسلات]، ثم يستفسر: هل قَدَر وقَدَّر مخففاً ومشدداً سواء؟ وإذا كان للقدر عدة معانٍ فهات الدليل على المعنى المقصود منها؟ ونحو هذه الاستفسارات التي لا يمكن الاستدلال بالآية إلا بعد الإجابة المقنعة عليها.
سؤال: يقال: كيف نفهم المراد برواية المجموع الشريف عن علي #: (والله ما كذبت ولا كذبت، ما نزلت هذه الآية إلا في القدرية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٤٧ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ٤٩})؟
الجواب: اسم القدرية مذموم، فالقدرية مجوس هذه الأمة، صحت بذلك الرواية بين المسلمين، إلا أن المسلمين حين اختلفوا رمى كل فريق هذا الاسم على الفريق الآخر، فشيعة معاوية يرمون شيعة علي بهذا الاسم، وشيعة علي يرمون شيعة معاوية به، ولا زال الناس على هذا إلى اليوم. وقد نص الرسول ÷ في الحديث المجمع على صحته بين الفريقين وذلك حديث: «عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»، وقد كان عمار من شيعة علي وقاتل معه الفئة الباغية حتى قتلته الفئة الباغية.